قردة معابد أنغكور تهاجم الزوار.. اليونسكو تحذّر 

حجم الخط

أنغكور

أصدرت منظمة اليونسكو تحذيرًا رسميًا بشأن تزايد هجمات القردة على زوار معابد أنغكور الشهيرة في كمبوديا، حيث تعرض عدد من السياح لمضايقات من قبل مجموعات من قرود المكاك التي أصبحت أكثر جرأة في البحث عن الطعام داخل الموقع الأثري.

معابد أنغكور، التي تُعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية في جنوب شرق آسيا وموقعًا مدرجًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تستقطب سنويًا ملايين السياح الذين يأتون لاكتشاف عظمة العمارة الخميرية القديمة. ومع ذلك، فإن الانتشار المتزايد للقردة داخل المجمع الأثري بات يشكل تحديًا حقيقيًا للزوار والسلطات المسؤولة عن إدارة الموقع.

وفقًا لشهادات الزوار، أصبحت القردة أكثر عدوانية خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم رصدها وهي تنتزع الطعام والحقائب والكاميرات من السياح، وأحيانًا تقوم بمهاجمتهم في حال لم يتم تلبية مطالبها. ويعود هذا السلوك جزئيًا إلى التفاعل المتزايد بين البشر والحيوانات، حيث اعتاد البعض إطعامها، مما جعلها أكثر جرأة وأقل خوفًا من البشر.

وقد أشار مسؤول في هيئة إدارة الموقع إلى أن السياح غالبًا ما يغريهم التقاط صور ذاتية (سيلفي) مع القردة أو تقديم الطعام لها، مما يعزز من جرأتها ويجعلها تعتبر البشر مصدرًا مباشرًا للطعام، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع حوادث غير متوقعة.

في بيان رسمي، دعت اليونسكو والسُلطات الكمبودية الزوار إلى توخي الحذر والامتناع عن إطعام القردة أو محاولة الاقتراب منها، مؤكدين أن هذه الحيوانات قد تصبح عدوانية بشكل غير متوقع. كما تم نشر لافتات تحذيرية في جميع أنحاء الموقع الأثري، مع تكثيف وجود موظفي الحراسة لتنبيه السياح وتقديم الإرشادات حول كيفية التصرف في حال مواجهة قرد عدائي.

بالإضافة إلى ذلك، تفكر السلطات في تنفيذ برنامج لإعادة توطين بعض القردة بعيدًا عن المناطق السياحية، لضمان سلامة الزوار وحماية الحيوانات نفسها من التفاعل السلبي مع البشر.

لطالما كانت القردة جزءًا من المشهد الطبيعي في أنغكور، حيث تعيش في الغابات المحيطة بالموقع منذ قرون، وتشكل جزءًا من التوازن البيئي للمنطقة. ومع ذلك، فإن التفاعل غير المنظم بينها وبين البشر قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوبة، سواء من حيث سلامة الزوار أو الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي للموقع.

يأمل المسؤولون أن تسهم هذه الإجراءات في تقليل الاحتكاك بين البشر والقردة، مع ضمان استمرار السياحة بشكل آمن في أحد أهم المواقع الأثرية في العالم. ويبقى التحدي الأساسي هو إيجاد توازن بين الحفاظ على النظام البيئي للمنطقة وضمان تجربة سياحية آمنة لزوار المعابد الخالدة.

خبر عاجل