في عيد مار مارون، وبإختصار: من هو مار مارون؟ من هم الموارنة؟ وما رسالتهم؟

حجم الخط

مار مارون (350 – 410 م) هو راهب ناسك أسّس نهجًا روحيًا قائمًا على التأمل والتقشف، وكان له تأثير عميق في ترسيخ الإيمان المسيحي القويم في المشرق، لا سيّما في مواجهة الانشقاقات العقائدية التي شهدتها الكنيسة آنذاك. بعد وفاته، تجذّرت تعاليمه في قلوب رهبانه وتلاميذه، الذين عُرفوا لاحقًا بالموارنة، فشكّلوا جماعة مسيحية مشرقية كاثوليكية نشأت أولًا في سوريا قبل أن ينتقل ثقلها إلى لبنان، حيث رسّخوا وجودهم وهويتهم بالنضال والثبات، متجاوزين التحديات التاريخية عبر العصور.

رسالتهم تقوم على الإيمان القويم، والحرية كجوهر للحياة، والانفتاح النَدّي كنهج للجماعة، فالحرية تبقى أسمى قيمهم وأكثرها تجذّرًا في هويتهم. كانوا ركنًا أساسيًا في بناء لبنان كوطن للتعددية والعيش المشترك، حتى جعلوه منارة متميزة في الشرق، ولعبوا دورًا محوريًا في نهضته عبر نشر العلم والمعرفة، كما أسهموا في تعزيز الهوية الثقافية والاقتصادية اللبنانية حول العالم، حاملين إرثهم الروحي وهويتهم الفريدة.

في السياسة، تميّزوا بتشبثهم بالحرية والاستقلال، وإرساء دعائم دولة المؤسسات والقانون، مع قدرة استثنائية على التوازن بين الشرق والغرب والتكيف مع المتغيرات السياسية دون الذوبان. أما اجتماعيًا، فقد كانوا روّادًا في التعليم ونشر المعرفة، منفتحين على التعددية، مبدعين اقتصاديًا، وذوي انتشار عالمي حافظوا من خلاله على هويتهم وأسهموا في تنمية المجتمعات التي هاجروا إليها.

الموارنة ولبنان توأمان، جعلوه وطنهم الروحي، جذورهم ضاربة في الإيمان، وأغصانهم تزهو وتمتد بالحرية، وهم رمز للهوية المشرقية المضيئة بالصمود والنضال وتخطي التحديات عبر الزمن. إنهم مزيج فريد من التمسك بالهوية والانفتاح على الحداثة، ما جعلهم عنصرًا أساسيًا في تشكيل تاريخ لبنان ونهضته.

عيد مبارك للجميع!

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل