تؤكد مصادر قريبة من العشائر البقاعية “وجود تململ كبير في أوساطها، تجاه سياسات “الحزب” ومشاريعه التي ورَّط عدداً كبيراً من أبنائها بها”، لافتة إلى أن “أصواتاً كثيرة بدأت ترتفع داخل العشائر البقاعية، محمّلةً “الحزب” المسؤولية عمّا يلحق بها من خسائر وأضرار، على خلفية الاشتباكات التي تحصل بين قوات أمن الحدود السورية وأبناء العشائر المقيمين في قرى سورية متداخلة مع الأراضي اللبنانية، بعدما حوَّل “الحزب” هذه القرى إلى قواعد عسكرية ومراكز ومخازن ومصانع للتهريب وتصنيع الكابتاغون وتجارة الممنوعات”.
المصادر ذاتها تشير، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “وجوهاً بارزة ومتقدمة داخل العشائر البقاعية، لم تعد تتردد بالإعراب عن رفضها لما يحصل، والأصوات ترتفع محمّلةً “الحزب” المسؤولية إلى درجة كبيرة عمّا يحصل اليوم وما يصيب أبناء العشائر البقاعبة على ضفتَي الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وذلك نتيجة تورط “الحزب” في الحرب السورية وممارساته خلال السنوات الماضية بدعمه لنظام الأسد المخلوع، واليوم يحصد أبناء العشائر البقائية نتائج ما زرعه الحزب، والسلطات السورية الجديدة تريد السيطرة على حدودها وتعتبرنا من أتباعه ومتورطين معه”.
تضيف المصادر نفسها: “الحزب ينظر بعين القلق إزاء الأصوات التي بدأت ترتفع في هذا السياق وتطالب بحماية الدولة اللبنانية والجيش، وتعلن بأنها لا تريد إلا أن تكون تحت حماية الجيش اللبناني، وأنه حان الوقت لوضع حدّّ للوضع الشاذ الذي كان سائداً وهيمنة “الحزب” على المناطق الحدودية، ونحن نرى النتيجة التي أوصلنا إليها”.
أكثر ما يقلق “الحزب”، وفق المصادر عينها، “هو أن أصوات الاعتراض والتململ والرفض بدأت بالازدياد والخروج إلى العلن عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن أصحابها من الوجوه البارزة داخل العشائر العربية وتتمتع بمصداقية عالية واحترام كبير في صفوف العشائر، بالإضافة إلى أن “الحزب” يبدو عاجزاً عن التعامل مع الوضع وحماية أبناء العشائر القاطنين في القرى السورية الحدودية، والذين باتوا مهجّرين بعدما هربوا إلى لبنان، ولا حلول لدى “الحزب” الذي يخشى من تفاقم حالة الاعتراض لدى العشائر البقاعية إذ ربما تتحوّل إلى الانقلاب عليه في المستقبل، بعدما ثبت بهتان سرديته عن حمايتها وتأمين مصالح ونفوذ معيّن لها، ليتبيّن في النهاية أن لا حماية لأحد سوى بالدولة والجيش وأن “الحزب” نفسه يحتمي اليوم بالدولة والجيش لمحاولة الحدِّ من خسائره”.