لا تكفي نبذة صغيرة عن مروان نجار في ذكرى رحيله الثانية لتشبع القلم في وصف ابداعه وثقافته وفنّه، إلا أن الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” تجد نفسها مرغمة على استذكاره في هذه العجالة، وهو كان رائدًا في الكتابة المسرحية والتلفزيونية، واستطاع خلال مسار 40 عامًا وأكثر، أن يترك بصمته الفريدة، سواء في اختياره مسرح الفودفيل الذي تفرّد به مترجمًا أو مؤلّفًا، أم في تأليفه أعمالًا مسرحية ودرامية تتراوح بين الكوميديا الإجتماعية والشعبية.
هو بدأ صحفيًا في مطلع حياته ثم انتقل إلى الإنتاج، مقدّمًا أعمالاً كثيرة في المسرح والسينما والتلفزيون. وقد أطلق خلال مسيرته العديد من الممثلين سطع نجمهم في لبنان والعالم العربي.
في العام 1977، خاض نجار غمار العمل التلفزيوني في “تلفزيون لبنان”، كمُعدّ لبرنامج “المتفوقون” والذي يعتبر من أول برامج المعلومات والاختصاصات التي توزعت على الأدب والتاريخ والجغرافيا والسينما. ثم أطلق مسلسله “ديالا”، لتتوالى بعده الأعمال التلفزيونية والتي أخرجت شخصيات شهيرة ما زال الجمهور اللبناني والعربي يتذكرها حتى اليوم، وكرّس نجاحه من خلال حصيلة 37 مسلسلًا.
عُرِفَ بغزارة انتاجه، وبتحويل نجاحات شخصياته التلفزيونية الى خشبة المسرح، الذي عمل فيه ككاتب ومنتج أعمال كوميديا الفودفيل، منذ الثمانينات، فحققت نجاحات جماهيرية بحرفيته التسويقية، نذكر منها ” نادر مش قادر”، “لعب الفار”، “جوز الجوز”، “عريسين مدري من وين”… ومن أعماله التلفزيونية “طالبين القرب”، “من أحلى بيوت راس بيروت”، “سكت الورق”، “غلطة معلم”، “بنت الحي”، “حلم آذار” و”أمّ الصبي”.
رحل نجار يوم 14 شباط 2023 في عيد الحب، وهو عانى في المرحلة الأخيرة من المرض، وتشهد “الدائرة الثقافية” أن نجار سيبقى أحد صانعي العصر الذهبي للفن في لبنان.