خاص ـ تأثير تراجع النفوذ الإيراني على توازنات الشرق الأوسط

حجم الخط

 الشرق الأوسط

في سياق التغيرات التي طرأت على الشرق الأوسط وتقلّص النفوذ الإيراني، رُسمت ملامح جديدة وبرهنت أنه لطالما كانت إيران قوة مؤثرة في الشرق الأوسط، حيث كان نفوذها يمتد عبر العديد من الدول، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن وسوريا، ما جعلها واحدة من القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة. غير أنه بعد الحرب على غزة ولبنان، شهدت تقلصاً ملحوظاً في هذا النفوذ، ما أثّر بشكل كبير على قدرة طهران على الحفاظ على مواقعها في المنطقة.

مصادر دبلوماسية عربية، ترى أنه من أبرز العوامل التي ساهمت في تراجع النفوذ الإيراني، هي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها. عقوبات شديدة فرضت على إيران، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018، مما أثّر على الاقتصاد الإيراني بشكل كبير. قيّدت هذه العقوبات قدرة إيران على تمويل أنشطتها العسكرية والاقتصادية في المنطقة، وهو ما أثّر بشكل مباشر على قدرتها على دعم ميليشياتها وحلفائها في مختلف الدول العربية.

تعتبر المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “تأثير السياسة الأميركية في المنطقة كان ولا يزال كبيراً على نفوذ إيران. إذ بدأ هذا النفوذ يواجه تحديات جديدة، وقد جاء هذا التوجه في وقت كانت فيه إيران تحاول توسيع نفوذها في الدول العربية من خلال ميليشياتها وحلفائها، ولا تزال هذه الضغوط مستمرة، خصوصاً في ملفات مثل الملف النووي والتدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط”.

تشير المصادر، إلى أن “تقلص النفوذ الإيراني يعني تغيراً في التوازنات السياسية في المنطقة، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بدأت القوى المحلية تظهر بشكل أكبر، ما قد يغير شكل الصراع الإقليمي لصالح دول المنطقة. هذا التراجع في النفوذ الإيراني قد يساهم في زيادة استقلالية الدول المعنية عن تأثيرات طهران، ويساهم في بروز أنظمة وحركات سياسية جديدة بعيدة عن الهيمنة الإيرانية”.تتابع المصادر: “الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، مثل الحزب في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، بدأت تواجه تحديات في التمويل والتسليح نتيجة لتقلص الدعم الإيراني، وهذا يؤثر على قدرة هذه الميليشيات على تنفيذ أجندات طهران في المنطقة، وقد يساهم في انخفاض تأثير هذه الجماعات على الساحة السياسية”.

تلفت المصادر إلى أن، “تقلص النفوذ الإيراني قد يكون له تأثير كبير على المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وإذا استمرت الضغوط على إيران وقل تأثيرها في المنطقة، فإنها قد تكون أكثر استعداداً للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع القوى الكبرى، وقد يكون فقدان القدرة على التوسع الإقليمي أحد العوامل التي تدفع إيران إلى تفعيل سياسة مرنة في هذه المفاوضات”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل