اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة في مصر

حجم الخط

الملك تحتمس الثاني

أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني في منطقة وادي الملوك بالأقصر، وهو الاكتشاف الذي يعد من أبرز الاكتشافات الأثرية في مصر في الفترة الأخيرة. الملك تحتمس الثاني هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، وكان حكمه في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وتعد هذه المقبرة واحدة من أواخر المقابر المفقودة لملوك هذه الأسرة العريقة، مما جعل من هذا الاكتشاف حدثًا أثريًا ذا أهمية كبيرة.

تحتمس الثاني كان جزءًا من العائلة الملكية الشهيرة التي حكمت مصر في عهدها الذهبي، ويعتبر من الحكام الذين ساهموا في تعزيز مكانة مصر القديمة كقوة عظمى في منطقة الشرق الأدنى. ومن المعروف أنه كان ابن الملك تحتمس الأول وزوجته الملكة أحمس، ولديه دور كبير في تنظيم العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة لمصر مثل بلاد الشام وبلاد النوبة. على الرغم من أن فترة حكمه كانت قصيرة، إلا أن فترة حكمه كانت محورية في تاريخ مصر، حيث استمرت أسرته في الحكم لعدة أجيال بعده.

مقبرة تحتمس الثاني تم اكتشافها في منطقة وادي الملوك، وهو الموقع الذي يضم العديد من مقابر الفراعنة الملوك والملكات من الأسر الملكية المختلفة. يعتبر وادي الملوك من أهم المواقع الأثرية في مصر، حيث تضم هذه المنطقة مقابر العديد من أشهر ملوك الفراعنة، مثل الملك توت عنخ آمون، والملك رمسيس الثاني، وكذلك ملوك الأسرة الثامنة عشرة التي شهدت فترة ازدهار اقتصادي وثقافي كبير.

تتميز المقبرة المكتشفة بتصميمها المعماري الفريد والنقوش التي تزين جدرانها، والتي تسلط الضوء على الحياة اليومية للملك تحتمس الثاني وحكمه. يتوقع العلماء أن تتضمن المقبرة العديد من القطع الأثرية التي ستضيف الكثير من التفاصيل عن الحياة الملكية في تلك الحقبة الزمنية. ويُعتقد أن المقبرة كانت تحتوي على العديد من المقتنيات الجنائزية التي اعتاد الفراعنة تضمينها في مقابرهم لضمان حياة آخرة مريحة، مثل التماثيل الجنائزية، الأسلحة، والمجوهرات، فضلاً عن الأدوات الخاصة بالطقوس الدينية.

المقبرة كانت مفقودة لعدة قرون، مما جعل هذا الاكتشاف مصدراً كبيراً للدهشة والاهتمام في الأوساط الأثرية. سبق أن كانت هناك محاولات عديدة للعثور على المقبرة ولكنها لم تكلل بالنجاح. وقد تم اكتشاف المقبرة حديثًا بعد عملية حفر وتنقيب مكثفة في المنطقة التي أظهرت عدة آثار وأدلة على وجود المقبرة. يضاف إلى ذلك أن هذه الاكتشافات الجديدة تسهم في إثراء معرفتنا بالحياة الملكية في مصر القديمة، حيث توفر النقوش والتماثيل تفاصيل جديدة عن فترة حكم تحتمس الثاني وتقاليده الدينية والاجتماعية.

هذا الاكتشاف يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الآثار المصرية في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لمصر، كما يعزز مكانة مصر كوجهة رئيسية للسياحة الأثرية. الجهود المستمرة في التنقيب والبحث عن الآثار تشير إلى التزام الحكومة المصرية بالمحافظة على هذا الإرث العظيم، وتنشيط قطاع السياحة بشكل عام، وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على هذه الكنوز الأثرية.

المقبرة التي اكتُشفت مؤخراً ستتم دراستها وتحليل محتوياتها بشكل دقيق في السنوات القادمة، ومن المتوقع أن تقدم مزيدًا من الأدلة التاريخية حول تلك الحقبة الغنية بالأحداث الهامة في تاريخ مصر القديمة.

خبر عاجل