يقال على سبيل النكتة، “شخص عنيد كتير مات، بعتلو الله 10 ملائكة، واحد لياخدو، و9 ليقنعو إنو مات!”.
كل يوم يحاول الثنائي الإيحاء لجمهوره، بالتورية، بأن الاتفاق هو في جنوب الليطاني وليس شماله، وأن السلاح باقٍ، لدرجة أن ممثل الثنائي في الدولة وفي الاتفاق على وقف النار، الذي وافق عليه الثنائي بشقيه، عن سابق تصور وتصميم وإقتناع.. يقول إنه لا مقايضة بين السلاح وإعادة الإعمار!!
عن أي سلاح تتكلم؟ لماذا تريدون السلاح شمال الليطاني ولأي هدف؟
إذا كان للتحرير، فهذا السلاح جلب الاحتلال ولم يستطيع لا منعه ولا طرده حتى اليوم! وواضح أنه في الـ50 سنة المقبلة لن يكون لهذا السلاح أي دور في الصراع مع إسرائيل المتفوقة عسكرياً، فلماذا تريدون السلاح شمال الليطاني؟
مع العلم أنكم تدركون أن اتفاق وقف النار وكل القرارات الدولية التي أدرجت في بنود الاتفاق، تنص على حصرية السلاح في يد المؤسسات الشرعية للدولة اللبنانية فقط لا غير، ولا مهرب من تطبيق هذا الاتفاق وكل القرارات الدولية ذات الصلة، ولن يجازف أحد في العالم بالمساعدة في إعادة الإعمار ما لم تطبق تلك القرارات.
هل تحاولون حفظ ماء وجهكم امام بيئتكم الثائرة على تصرفاتكم المتهورة وفشلكم في التخطيط والتقرير والتنفيذ، وتبيان دجلكم في معزوفات قوة الردع وتوازن الرعب والفشل المدوي في رد العدوان ومنع الاحتلال؟
ألا ترأفون بهذه البيئة التي نكبتموها وما زلتم تكذبون عليها وتستعملونها لمآربكم السياسية، بعد أن دمرتموها بشراً وحجراً؟؟ لماذا لا تصارحوها بما وافقتم عليه والذي أنهى هيمنة سلاحكم الى غير رجعة، وعندها ربما تبدأ رحلة العودة الى الدولة اللبنانية والتأقلم مع قوانينها؟؟
من جديد، لماذا تريدون السلاح شمال الليطاني ولأي هدف؟ وأنتم تعلمون أنه لم يعد هناك من وجود لأي سلاح ثقيل، وإنما ما تطالبون به هو الإبقاء على السلاح الخفيف والمتوسط!
إذا كان الهدف الحفاظ على موازين القوى السابقة في السيطرة بفعل قوة السلاح على مقومات الدولة ومؤسساتها التي فشلتم فشلاً ذريعاً في الحفاظ عليها، فهذا لم يعد مقبولاً لا من اللبنانيين ولا من المجتمع الدولي بأكمله، لأن فشلكم هذا أصبح مادة دسمة لتدرس في كل جامعات العالم المدنية، وبالأخص العسكرية.
أما إذا كان الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح بعيداً عن الحدود مع العدو، لترهيب الداخل والانقضاض عليه عندما تدعو الحاجة وكما جرت العادة، فهذا ضرب من ضروب الخيال والجنون التي سيؤدي الى كوارث لن يسلم منها أحد، وسيكون لها ارتدادات عكسية كبيرة جداً عليكم، بالأخص.
آن الاوان أن تقتنعوا بأن الزمن تحول والموازين تبدلت ولن يقبل أحد بأقل من دولة سيدة حرة مستقلة على كامل أراضيها، ويوم كنتم بعز قوتكم لم يهابكم اللبنانيون، وحتماً لا يهابون سلاحكم اليوم.
آن الأوان أن تقتنعوا بأن سلاحكم مات وشبع موتاً، وأن عنادكم لن ينفعكم بل فقط سيزيد من نكبتكم وعزلتكم، وسيطيل البدء بترميم ما خربته أيديكم.