قراءة “قواتية” في الانتخابات البلدية: المزاج المسيحي أصبح في مكان واحد

حجم الخط

صحيفة النهار- مروان اسكندر

 

شكلت انتخابات محافظة البقاع محطة مفصلية لدى “القوات اللبنانية” بتحقيقها انتصارات “نظيفة” وبأرقام انتخابية كبيرة لتعزز الإنجازات التي حققتها في محافظتي جبل لبنان والشمال.

وإن كانت زحلة هي الأهم بالنسبة إلى “القوات” التي حاضت معركتها منفردة وحققت فوزاً كبيراً على منافسيها يعتبر تاريخياً على مستوى عاصمة الكثلكة، فإنها حققت أيضاً فوزاً في مختلف القرى المسيحية في البقاع، وخصوصاً أنها خاضت الانتخابات بهويتها الحزبية كما جرى في القاع على سبيل المثال، وأثبتت امتدادها من دير الأحمر إلى صغبين.

وفي هذا الإطار فنّد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور نتائج الاستحقاق البلدي والاختياري قائلاً لـ”النهار”: النقطة الأولى: “علينا أن نؤكد أن إجراء الانتخابات في موعدها مسألة مهمة وأساسية وهذا أمر يؤكد جدّية العهد”.

أضاف: “في الجولات الثلاث التي جرت، الكل تقبّل النتيجة سواء من فازوا أو من خسروا، وأهمية ذلك تُظهر أن لبنان قادر على الدخول في الاستحقاقات، ومنها أصغر إطار بلدي تنافسي عائلي بتداول سلطة طبيعي من أجل تجديد النخب داخل البلدات وهذا أمر جيّد”.

اما عن الانتخابات في المدن الكبرى تحديداً، فهناك مؤشرات سياسية وإن أردنا الحديث عن الساحة المسيحية فلا شك في أنه بالنسبة للقوات اللبنانية يمكن للمرء أن يتوقف عند 3 نقاط أساسية:

الأولى في الأماكن حيث حصلت هندسة لتوافقات عملت عليها القوات، إذ إنها منذ اللحظة الأولى تسعى لتوافقات انطلاقاً من المصلحة الإنمائية التي يجب أن تؤمّن لها مجلساً بلدياً متجانساً يعكس تمثيل العائلات ضمن هذه البلدات أو المدن، وبالتالي تبيّن أن هناك عموداً فقرياً أو ضابط إيقاع قادراً على تنظيم المسألة لأن لديه الحيثية والواقع وبالتالي كانت محط جذب لتركيبات توافقية”.

النقطة الثانية: “هناك مزاج مسيحي، فلم يعد هناك داخل الخط المسيحي ما كان سابقاً، فعلى المستوى الوطني هناك فريق سياسي مع الدويلة أي الحزب ومن هم مع الدولة وباتوا غالبية اللبنانيين، مشيراً إلى أنه داخل البيئة المسيحية كان هناك خطان أول مع الدولة وآخر مع الدويلة، أمّا اليوم ففي المزاج المسيحي لم يعد أحد مع الحزب، بل ننادي بدولة واحتكار السلاح وبتنا في مكان آخر وهذا يشكل ارتياحاً تاماً للقوات اللبنانية”.

وأشار إلى أن زحلة أعطت إشارة قوية جداً، لأن القوات سعت كما في كل الدوائر الأخرى لتركيب تحالف وتقاطع يجمع أكبر كمية ممكنة واتفقت مع ميريام سكاف ومع غيرها ولمجموعة ظروف حصلت لم يحصل هذا التوافق، فخاضت الانتخابات منفردة بوجه مجموعة قوى صغيرة تعتبر قوة كبيرة ومع 3000 صوت شيعي صبّت في وجه اللائحة، وهذا أظهر أن المزاج المسيحي لديه ثقة بالقوات اللبنانية وهي تأتي من تراكم وثبات ومن وزارة ونيابة وشأن وطني وحزبي، وبالتالي هذا التراكم أظهر الثقة الكبيرة بعمل القوات اللبنانية وأن هذا الفريق الذي يجسّد تطلعات الناس.

المصدر:
النهار

خبر عاجل