حرب أو لا حرب؟ مَن يصدِّق اللبنانيون؟

حجم الخط

صحيفة نداء الوطن – جان الفغالي

 

في أوقات متقاربة، صدرت مواقف لبنانية، غير متقاربة، عن احتمالات الحرب على لبنان ومن لبنان:

 

الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم يقول: «لسنا على الحياد في «الحزب» والمقاومة الإسلامية، بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أميركا وعدوانها، ومعها الغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرون، ونتصرفُ بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم».

 

الشيخ قاسم يجهر بالقول: «… ونتصرف بما نراه مناسبًا»، أي أن «الحزب» هو الذي يحدد المناسب، لا الدولة ولا السلطة التنفيذية، وقد يرى «مناسبًا» الانخراط في الحرب، أو تطلب منه الجمهورية الإسلامية في إيران ذلك.

 

بماذا تمَّ الرد عليه؟

 

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ومن وسط بيروت، وردًا على سؤال، قال: «لا أحد في لبنان يريد الدخول في الحرب». رئيس مجلس النواب نبيه بري يجزم: «لبنان لن يدخل الحرب 200 في المئة».

 

بين كلام رئيس الجمهورية وكلام رئيس مجلس النواب وتهديدات الشيخ نعيم قاسم، مَن يصدِّق اللبنانيون؟

 

الشيخ نعيم قاسم يمتلك الصواريخ، وقرار إطلاقها ليس في بعبدا ولا في عين التينة وربما ليس في الضاحية الجنوبية، بل في طهران التي ما زالت تسيطر على عاصمة من العواصم الأربع التي قال الجنرال شمخاني إن إيران تسيطر عليها، وطالما أن القرار في طهران، وليس في بيروت، فعلى اللبنانيين أن يسمعوا ما سيصدر عن طهران.

 

عام 2006، وإثر إحدى طاولات الحوار، سئل الأمين العام السابق لـ «الحزب» السيد نصرالله عما إذا كانت هناك حرب، «لأن اللبنانيين يريدون أن يصيِّفوا»، فكان جوابه: «لا حرب، روحوا صيفوا»، خرج المسؤولون ببشرى إلى اللبنانيين: «روحوا صيفوا»، وما كادت الصيفية تبدأ حتى تسبب «الحزب» باندلاع الحرب إثر عملية خطفه جنودًا إسرائيليين على الحدود، (وتبيَّن في الوثائق التي أميط اللثام عنها لاحقًا عن تلك الحادثة، أن أوامر الخطف جاءت من طهران، ونفَّذها «الحزب»).

 

يومها اكتشف اللبنانيون أن التطمينات «الرسمية» إلى أن «لا حرب»، لم تكن في محلها، فعندما يُتخَّذ القرار في طهران، لا قيمة للتطمينات في بيروت.

 

بين 2006 و2025، ماذا تغيَّر، ليطمئن اللبنانيون؟ ومَن يصدِّقون؟

 

لكن الظروف تغيَّرت، و«الحزب» لم يعد بمقدوره التعاطي مع الملفات اللبنانية «برياحة»، كما كان يفعل قبل الثامن من تشرين الأول 2023، وكما كان يفعل في عهد مَن وقَّع معه «ورقة التفاهم» في كنيسة مار مخايل، يعرف «الحزب» أن الظروف تغيرت وأن جوزاف عون ليس ميشال عون. مع ذلك «التصديق» يحتاج إلى اختبار، و«إصبع توما» مطلوب في هذا المجال.

المصدر:
نداء الوطن

خبر عاجل