الشهيد بشير الجميل

سيرة الرَّئيس الشَّهيد بشير الجميِّل

ولد بشير بيار الجمِّيل في كنف عائلة لبنانيَّة عريقة في المجال السِّياسيّ، فسطع وهج نجمه باكرًا وصنع لنفسه اسمًا ليتحوَّل هذا الطِّفل المليء بالحياة إلى أحد القادة الأكثر كاريزما في تاريخه.

ساهمت مهارات بشير القياديَّة، ناهيك عن الكاريزما المهيبة الَّتي كان يتمتَّع بها، بجعله قائدًا محترمًا وصديقًا يمكن الاعتماد عليه؛ كما ساهمت بصنع رجلٍ قادرٍ على ارتداء بِزّة الدَّولة الرَّسميَّة حين تدعو الحاجة، وارتداء البِزَّة العسكريَّة حين يدهم الخطر لبنان، فأصبح رجلًا حديديًّا قادرًا على المحاربة والحوار. هذا وقد تمكَّن القائد البشير من جذب الشَّارع الُّلبناني إليه بخطابه البسيط الحماسيّ، فاستخدم الَّلهجة الُّلبنانيَّة العاميَّة في خطاباته، عوضًا عن الُّلغة العربيَّة الفصيحة والبلاغة الَّتي كان يهواها غيره من السِّياسيين.

في العام 1975، اندلعت الحرب الُّلبنانيَّة، فهبَّ بشير، الَّذي كان في ربيع شبابه، إلى حمل السِّلاح في وجه العصابات الَّتي كانت تريد اغتصاب أرض لبنان.

اعتبرت الأحزاب المسيحيَّة، الَّتي اتَّحدت آنذاك تحت لواء “الجبهة الُّلبنانيَّة”، أنَّ الوجود العسكريّ لمنظمة التَّحرير الفلسطينيَّة وحلفائها يشكِّل انتهاكًا صارخًا لسيادة الدَّولة الُّلبنانيَّة. وبغية حماية العيش المشترك الُّلبناني، وبالتَّالي صون الهويَّة الُّلبنانيَّة الوطنيَّة، تسلَّح المسيحيُّون أكثر فأكثر ووحَّدوا قواهم العسكريَّة في كيان واحد قاده البشير، ألا وهو: القوَّات الُّلبنانيَّة.

في خضمِّ المعارك، عزَّز بشير مهاراته في أرض المعركة، ونسج روابط متينة مع المقاتلين، موحِّدهم في وجه الاحتلال السُّوريّ خلال حرب المئة يوم في الأشرفيَّة ومعركة زحلة وغيرها الكثير.

وكان على القوَّات أن تنتظر حتَّى العام 1980 ليعيد البشير ترتيب هيكليَّتها، بمهنيَّة عالية وسياسات جديدة فرضتها التغيُّرات التَّكتيكيَّة على السَّاحة السِّياسيَّة، ما جعلها الحزب الوحيد الَّذي يمثِّل المسيحيين على المستوى الدَّولي.

ولمَّا تمكَّن البشير من إبراز نفسه كقائدٍ شرعيٍ قادرٍ على إرساء أسس دولة لبنان القويَّة والمستقلَّة، حشد دعمًا عسكريًّا ودوليًّا كبيرًا.

في الثَّالث والعشرين من آب / أغسطس من العام 1982، انتُخب بشير الجميِّل رئيسًا للجمهوريَّة الُّلبنانيَّة، ليسقط شهيدًا بعد أحد وعشرين يومًا على انتخابه، في انفجار مخطَّط له. رحل البشير، تاركًا وراءه وطنًا يئنُّ… رحل ليبقى رمزًا للمقاومة الأبيَّة!

بشير الأسطورة وتاريخه حيَّان فينا إلى الأبد!

خبر عاجل