حزب الله ونابوليون والريش المنفوش ! – رأي حر بقلم أنطوان مراد

حجم الخط

صدقوني، ليس لدي أي حسابات للتصفية مع حزب الله ، وليس لدي أي رغبة في معاداته، وليس لدي أي نية إلا في رؤيته ناشطاً وحاضراً في خدمة لبنان اللبناني

ولكن لدي الكثير من الملاحطات من موقعي كمراقب، أدّعي فهم الأمور بالحد الأدنى ، وأحسن بما قدرني الله قراءة الوقائع بأبعادها وخلفياتها .

لست أفهم إصرار الحزب على نقل الشيعة من موقع المظلوم إلى موقع الظالم،

ومن موقع المستضعَف إلى موقع المستكبر،

ومن موقع الثورة الحسينية النقية، إلى موقع الظاهرة القمعية الإلغائية،

ومن البعد العاشورائي الملهم، الجميل بألمه والنبيل بشهادته، إلى البعد الطاغوتي الذميم .

إن جل ما أدعو إليه حزب الله، هو التنبه لاندفاعاته ورهاناته الكارثية .

عندما يبلغ قائد او حزب من القوة والجبروت مبلغاً شاسعاً، يَضمر مجال الرؤية لديه، فلا يعود ينظر إلى ما دونه وما ورائه، ويعتقد أن الأفق ينتهي عند مدى نظره.

ولذلك نتمنى أن يتذكر السيد حسن نصرلله مصير قادة، وبمعزل عن المقارنة ورأينا بهم ، بعدما تمادوا في الثقة بالنفس، وفي نفي خطورة التحديات .

هنيبعل برقه، هزمه تجار قرطاجة قبل أن يهزمه جيش روما .

نابوليون بونابرت هزمه هوسه الأمبراطوري قبل أن تهزمه ثلوج موسكو .

أدولف هتلر لم يتعلم درس نابوليون، فلم يهزمه جوكوف ولا ستالينغراد، بل مشروعه التوسعي الأعمى .

فكم بالحري بالنسبة لرموز بالكاد على قياس لبنان ، وتريد نفش ريشها إلى ما وراء الحدود !

العماد عون في قصر بعبدا ، لم تهزمه القوات اللبنانية ، ولا دولة الياس الهراوي وجيش إميل لحود ، ولا جيش حافظ الأسد ، ولا القرار الدولي الإجماعي .

لقد هزمه هروبه إلى الأمام في رهان خاسر ، وهزمه للأسف ” الزوم إن” ، عندما كشف اضطراب الكاميرا لدى محاولة اغتياله ، وهو يطل من شرفة قصر بعبدا ، ضحالة الجمهور الذي كان بالمئات بدلاً من الآلاف في باحات القصر .

إنها مأساة بعض الرموز والقادة الذين يتحوّلون إلى رهائن لأحلام اليقظة ولبعض الأعوان والمستشارين والمنتفعين الذين يعزلونهم عن الواقع .

فيا سماحة الأمين العام ، الصامت منذ فترة طويلة ، لست أدري لماذا ، وإن كنت أدري قليلا.

الحرب التي تخوضها في سوريا تجر الحرب إلى لبنان ،

كما السلاح الذي ترفض وضعه بتصرف اتلدولة ، يجر السلاح الآخر .

حربك خاسرة ولا تستقيم لها حجة شرعية أو تبرير لمشروعيتها .

نعم لا حاجة لمعلومات وتسريبات كي نقول إن هناك تململاً وتساؤلات في صفوف حزبكم ، ومخاوف وهواجس في صفوف جمهوركم .

والخطورة يا سماحة السيد أن الناس في ساحتكم بدأوا يتفكرون ويقرأون في غير كتابكم ويحسبون ، ومن يحسب اليوم ، يحاسِب غداً .

وثمة بعض آخر سيقع حتماً في مأزق يكاد يكون وجودياً ، لأنه نشأ أو اعتاد على أن الحزب معصوم عن الخطا ، وأن كل ما يتعلق به هو في خانة المقدس

وهناك فئة ثالثة ستجد نفسها أمام تحدي تدبير أمورها بنفسها بعدما أدمنت الاعتماد على الحزب من البابوج إلى الطربوش .

هذا واقع برسم الغد .

نعم يا سيد ، خطوة إلى الوراء تعني إعادة تموضع ولا تعني بالضرورة خسارة معركة .

المقاومة ليست عنواناً ميثاقياً كما وصفها النائب حسن فضل الله ،

وقتالكم في سوريا ليس جهادياً كما قال أحدكم ، وبالتأكيد ليس واجباً وطنياً كما قال آخر !

النظام في سوريا لن يبقى وحده معانداً وفريد زمانه . إنها مسألة وقت واستنزاف وحسابات أكبرمنكم .

فلا تُعمِلوا السكين أكثر في الجرح . جميعنا لبنانيون في أول المطاف وفي نهايته .

وحذار الاستخفاف بعلامات الأزمنة وإشارات التاريخ الذي سيأتي .

اكتفوا اليوم بأرباح أقل ، بدلاً من أن تلهثوا غداً لتخفيف الخسارة . والسلام .

المصدر:
إذاعة لبنان الحر

2 responses to “حزب الله ونابوليون والريش المنفوش ! – رأي حر بقلم أنطوان مراد”

  1. الله يفتحلن أذهانن ، حتى يفكروا صح ولو لمرة واحدة

خبر عاجل