!-- Catfish -->

الشعب الإيراني يئنّ وصواريخه في دمشق تعنّ!

للاستماع لرأي حر

الشيكات التي يسدّدها حزب الله لحساب النظامين الإيراني والسوري ، وعلى حساب لبنان ، لا تقبل التجيير ، فهي محررة لصالح المستفيدين الأولين ، وكان يمكن لمحررها أن يكتفي بالإشارة إلى أنها ليست لصالح المتضرر الأول ، أي لبنان ، لنعرف وجهتها .

الجمهورية الإسلامية ، وعلى ما تروي بنفسها ، أصبح بمقدورها مواجهة قوى الاستكبار العالمي من أميركا وأوروبا إلى إسرائيل ، براً وبحراً وجواً وقضاء ، بعراضات أسلحة مما هب ودب وسبح وغاص وطار ، ولكن لا يمكن لأحد أن يؤكد مدى صلاحيتها وفاعليتها ودقتها ، وأموال تتدفق على حزب الله في لبنان ، وعلى النظام في سوريا ، وصواريخ تحت شعار دعم المقاومة والممانعة . وفي ظني أن الضحية الأولى ليست لبنانُ والشعب اللبناني ، بل إيران والشعب الإيراني :

أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة ، تضخم هائل يتجلى غلاءً وتراجعاً في القدرة الشرائية لدى المستهلك الإيراني ، وارتفاع حتى في أسعار البنزين ، وفساد ومحسوبيات ، وقمع تحت غطاء الديموقراطية ، الديموقراطية التي تخيّر الإيراني بين السيء والأسوأ .

الشعب الإيراني يئن ، وصواريخ المقاومة تعن ، ولكن ليس إلى ما بعد بعد حيفا ويافا ، بل فوق رؤوس الأبرياء في حلب وحمص ودير الزور والقصير وريف دمشق ودرعا .

أما في ما يخص الغارات الإسرائيلية على تجمعات الصواريخ الإيرانية لصالح حزب الله قرب دمشق ، فاللافت هو ما يشبه الإعتذار الإسرائيلي من الرئيس بشار الأسد بالتوضيح أن الغارات لم تستهدف نظامه وإضعاف هذا النظام ، بل استهدفت إزالة خطر الصواريخ على إسرائيل !

وكالعادة تحدث جهابذة النظام السوري عن رد في المكان والزمان المناسبين ، وهو رد ما زلنا ننتظره منذ عشرات الأعوام ، علماً أن الفرصة متوافرة له في المكان والزمان : إنها وبكل بساطة في هضبة الجولان المحتلة .

فليتفضل الجيش النظامي السوري وليُدِر فوهاته نحو المواقع الإسرائيلية في الهضبة ، وليصبَّ حممَه عليها بطائراته ، ” الآن الآن وليس غداً ، أجراس الهضبة فلتقرع “.

ومع ذلك ، داوود ليس بحاجة لقراءة مزاميره على بشار ! فبشار ينجز بإتقان وتقنية عاليين ، ما عجزت عنه إسرائيل .

يا لها من مدرسة – مشرحة ، هي مدرسة القمع التي يحترفها النظام الأسدي . إن فضائله لم تنحصر بالشعب السوري ، بل شملت الشعبين اللبناني والفلسطيني ، إلى العراق والأردن . بل ، ولسخرية القدر ، لم يتردد النظام السوري في المشاركة في الحملة الأميركية الأولى على عراق الشقيق البعثي ، عراق صدام بعد اجتياحه الكويت .

وبعد سيطرة الاميركيين في الحملة الثانية ، لم يتردد نظام بشار في إرسال الجهاديين الأصوليين إلى بلاد الرافدين لتنفيذ العمليات الانتحارية والتفجيرية ، كما تولى قلب فتح الإنتفاضة إلى فتح الإسلام مع هدية شاكر العبسي الذي عاد إلى سوريا كما جاء منها !

اليوم ، كل هم المزايدين عندنا من أنصار النظام السوري والمراهنين عليه ، أن يستعيد القصير ، ليسجل انتصاراً مفصلياً يكون فاتحة هزيمة الثوار ، إن لم يكن الثلثاء ، فالجمعة. وسيكون انتصاراً أين منه معركة ” ديين بيين فو ” في فيتنام ، أو إنزال النورماندي أو معركة فردان .

يا بئسكم ، بات همكم استعادة القصير ، لتأمين حدود دويلة السلالة والحاشية والطائفة من البحر إلى العاصي . و”عمرو ما يكون جولان وشام ” و” قلب العروبة النابض وأمة عربية واحدة “.

أيها المكابرون الأعزاء ، ما يحصل في سوريا حرب استنزاف بتوافق أميركي روسي ، حتى يُنهَك النظام والتكفيريون على السواء ، لينتصر الثوار الحقيقيون الذين يقاتلون من أجل الحرية ، ولينتصر الشعب السوري بمختلف مشاربه ، الشعب السوري الذي يحب الحياة ويريد إرساء دولة عادلة تحترم الإنسان وحقوقه .

وفي الإنتظار، واللبنانيون ملوكك الإنتظار ، وفي غياب حكومة وانتخابات …

هيا أيها النادل ، هات لنا ” كوباً من الثلث المعطل ، وصحناً من الأورثوذكسي مع الرز ، وكوكتيلاً من المختلط  بعصير أكثري وفواكه نسبية ، ولا تنسَ جاطاً مليئاً بتصريف الاعمال الطازجة ، وكم مدير بالوكالة وشوية لجان بزيت ” .

عاشت المازة اللبنانية ، عاشت السياحة اللبنانية ، وجيب المجوز يا عبود ، ورقّص هالقمصان السود !. والسلام .

المصدر:
إذاعة لبنان الحر

One response to “الشعب الإيراني يئنّ وصواريخه في دمشق تعنّ!”

خبر عاجل