“اللواء”: موقف بري من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة مخالف للإتفاق مع السنيورة

حجم الخط

كتب د. عامر مشموشي في صحيفة “اللواء”:

التقدّم الذي أحرزته الاتصالات بين القوى السياسية المتنازعة على خط تأليف حكومة سياسية جامعة في الأيام القليلة الماضية تراجع بعد الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي أعلن فيه تمسكه بإدراج ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في البيان الوزاري للحكومة المقترحة الى ما قبل الصفر بقليل، وذهبت أوساط في قوى الرابع عشر من آذار الى حدّ وصف موقف الرئيس بري بأنه بمثابة إعلان وفاة حكومة الثلاث ثمانات التي تجاوب معها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وبعض أطراف قوى الرابع عشر من آذار باستثناء رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي أبلغ حلفاءه في قوى الرابع عشر من آذار أنه لن يشارك الى جانب حزب الله في حكومة واحدة، ما دام امتنع عن طلب إعلان انسحابه من سوريا والعودة الى الالتزام بالدستور والقوانين اللبنانية.

ولم يوافق الرئيس سعد الحريري وبعض قوى 14 آذار ومنهم رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميّل على الاشتراك مع حزب الله في حكومة واحدة، إلا بعد أن يقدّم الحزب تعهداً علنياً بالانسحاب من سوريا وبالتنازل عن شرط إدراج مثلث الشعب والجيش والمقاومة في البيان الوزاري واقتصار البيان على إعلان بعبدا الذي نص على تحييد لبنان عن النزاعات العربية والدولية.

كذلك لا تعتبر قوى 14 آذار أن موافقة الحزب على المداورة وعلى عدم إعطاء الثلث المعطِّل في الحكومة لأي فريق يشكل التنازل الذي يرضي هذه القوى ويجعلها توافق على الاشتراك مع حزب الله في حكومة واحدة.

وكشفت هذه القوى عن أن الرئيس بري الذي تعهد لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بإقناع حزب الله بالتراجع عن شرط إدراج ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في البيان الوزاري وإحلال إعلان بعبدا محله، تراجع عن هذا التعهد ليتمسك بإدراج هذه الثلاثية في البيان الوزاري مما يعدّ خروجاً على التفاهم الذي أدى الى موافقة تيار «المستقبل» بشخص الرئيس فؤاد السنيورة على الاشتراك في حكومة واحدة مع حزب الله والتفرّد بهذا الاشتراك خلافاً لرأي حلفائه في قوى الرابع عشر من آذار وفي مقدمهم رئيس حزب القوات اللبنانية الذي يرفض الاشتراك في حكومة واحدة مع حزب الله حتى ولو قبل الحزب بشطب ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة من البيان الوزاري وقبوله بالتخلي عن الثلث المعطِّل وموافقته على المداورة الشاملة في الحقائب الوزارية وحتى في المراكز الادارية القيادية باستثناء المراكز الأمنية كما أبلغ ذلك الى الرئيس فؤاد السنيورة خلال زيارته له قبل ثلاثة أيام، ما لم يعلن إنسحابه من سوريا ويعود الى كنف الدولة الشرعية.

ويعتبر الدكتور جعجع أن المسألة ليست مسألة أرقام وحصص وثلث معطِّل وخلاف ذلك من التفصيلات التقنية بقدر ما هو خلاف سياسي جوهري نشأ عن خروج حزب الله عن الدولة والدستور والقانون وانخراطه في الحرب الى جانب النظام السوري.

ويحذّر الدكتور جعجع من الاشتراك مع حزب الله في حكومة واحدة قبل أن يعلن انسحابه من سوريا والعودة الى كنف الدولة اللبنانية، وإلا اعتبرت مشاركته في حكومة واحدة بمثابة تغطية له، لخروجه عن الدستور والقانون وشرعية الدولة.

ويأتي الموقف الذي أعلنه الرئيس بري من مثلث الشعب والجيش والمقاومة ليثبت وجهة نظر القوات اللبنانية التي حذرت من الاشتراك في حكومة واحدة مع حزب الله وفريق الثامن من آذار واعتبرت ذلك بمثابة خرق للمبادئ التي التقت حولها قوى الرابع عشر من آذار.

وحرصاً من القوات على وحدة قوى الرابع عشر من آذار تركت لتيار المستقبل ومن يقف الى جانبه من هذه القوى حرية الاختيار بين واقع الاشتراك في حكومة التعطيل كما أسماها أو رفض هذا الاشتراك إلا بعد ضمان حصانة المبادئ التي تلتقي حولها قوى الرابع عشر من آذار.

وإذا كانت القوات تركت هامشاً لحلفائها في قوى الرابع عشر من آذار للتحرك من خلاله حرصاً منها على وحدة الصف وبأن ما يجمع بينها من مبادئ يبقى أقوى بكثير من الاختلاف على الاشتراك في حكومة فإن المواقف التي اتخذها الرئيس بري أخيراً فرملت الاندفاعة القوية لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية وأعادت التفاهمات السابقة الى الوراء بحيث إذا لم يتراجع عنها ويقبل بشروط 14 آذار يصبح موضوع حكومة الشراكة الوطنية خارج البحث، ويعود لرئيس الجمهورية وللرئيس المكلّف حرية اللجوء الى الدواء الشافي وهو إصدار مراسيم الحكومة الواقعية التي كان رئيس الجمهورية سيصدرها قبل المبادرة الجنبلاطية.

المصدر:
اللواء

One response to ““اللواء”: موقف بري من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة مخالف للإتفاق مع السنيورة”

  1. ايمتا حنفهم انوا وعدهم لا قيمة له. يحللون الكذب و القتل و السرقة و صناعة المخدرات و تهربها و الاتجار بها و بعدنا لاحقينهم

خبر عاجل