كلمة النائب فادي كرم خلال المؤتمر التنموي الذي نظمه جهاز التنمية المحلية في “القوات اللبنانية” ومنسقية الكورة.
“دولة الرئيس فريد مكاري، سعادة النائب نقولا غصن، سعادة المحافظ رمزي نهرا، سعادة القائمقام السيدة كاترين كفوري أنجول، رئيس إتّحاد البلديات الأستاذ كريم بو كريم، حضرات المُدراء العامّين، حضرات رؤساء البلديات، مُمثّل رئيس جامعة البلمند العميد الدكتور ميشال نجّار، مُنسّق تيار “المستقبل” في الكورة الأستاذ ربيع الأيوبي، مُنسّق “التيار الوطني الحرّ” في الكورة الأستاذ جوني موسى، رئيس إقليم الكورة الكتائبيّ مُمثّلاً بالدكتور ألبير إندراوس، اليسار الديمقراطي في الكورة الأستاذ عزيز كرم، مُمثّل، والمخاتير الكرام، ومُمثّلي الجمعيات والهيئات المدنية والإجتماعيّة، الأساتذة والسادة الكرام.
أيّها الحفل الكوراني الكريم.
يقع على المسؤولين السياسيّين، ومُمثّلي الشعب كما الأحزاب، مسؤوليّات كبيرة وكثيرة، وأهمّها أخذ المواقف الوطنية المدافعة عن السيادة الوطنية، والمواقف الحكيمة لحماية السلم الأهلي، كما تحمّل المسؤوليّات التّشريعيّة. ولكن بأهميّة هذه الأدوار، هُناك دوراً لا مركزيّاً على مُمثّلي الشعب العمل لأجلِه، وهُو نهضة مناطقهم إجتماعيّاً وسياحيّاً وزراعيّاً وصناعيّاً وتجاريّاً، والعمل لحماية بيئتهم، كما إستقدام مشاريع تنمويّة لتحسين العيش في مناطقهم وتجديد البنية التحتية الضرورية في زمنٍ يسبق فيه التّطور الساعات والدقائق.
ومن هنا، جاء هذا المؤتمر الذي تهدف “القوات اللبنانية” من خلاله جمع المسؤولين السياسييّن ورؤساء البلديات والفعاليات المدنية مع مسؤولين في الوزارات والمؤسسات الرسمية، للتّحاور بعيداً عن المزايدات والمواقف الطّنانة واليافطات التشكريّة التي لا فعاليّة جديّة لها، آملينَ أن نصلَ من خلال أعمال المؤتمر لحلولٍ فعليّة تُشكّل خطوةً مفيدةً في مسارٍ تعاونيٍّ وتنسيقيّ لمصلحة الكورة وشعبها والمقيمين فيها. ولأنّه سبق هذا المؤتمر مَساعٍ حثيثة لِنواب المنطقة وعلى رأسهم دولة الرئيس فريد مكاري من أجل البنية التحتية، فمن البديهي أن نستعرض كلّ هذه المسائل بشفافية وصراحة وموضوعية ومسؤولية.
فلنبدأ بمسألة المياه، التي تعوم عليها منطقة الكورة ولكن نفتقدها في خزّاناتنا، لنذكّر ونستذكر، إنّنا تابعنا بشكلٍ دائمٍ المشاريع المائية المُقامة في الكورة مع وزارة الطاقة ومع مجلس الإنماء والإعمار، مشكورين على تعاونهم، محاولين بذلك تسريع تنفيذ مشاريع الريّ في رشدبين وبزيزا وعين عكرين والمجدل وكفرحاتا وداربعشتار وفيع وبرغون وبدبهون وزكرون، كما في النخله وغيرها من قرى الكورة العزيزة على قلوبنا. ولكن أن نتطرّق لمسألة مياه الكورة، ولا نتكلّم عن مشروع قسطل المياه الممتدّ من كوسبا إلى أميون لتزويد عدد كبير من قرى الكورة بالمياه العذبة، فهذا يعني أنّنا نشارك في مؤامرة خندقة وتخريب الطرقات التي دُفِن تحتها هذا القسطل، وإنّنا نُشارك في تفخيخ الطرقات بمتفجّراتٍ مائية، (حيث عجز العالم بأكمله لِإبتكارِها، فإستطاعت على هذا الإستكشاف شركةً من عندنا).
ولِنستعرض مسار هذا المشروع، لقد بدأ تلزيم هذا القسطل بكلفةٍ لا تتجاوز 3 مليون دولار – ليتفجّر قبل التّسليم، وليستمرّ التّفجّر حتى بعد تلزيم صيانته لذات الشركة بحوالى مليون دولار، وليستمرّ أيضاً مُسلسل التّفجّر حتى بعد إعادة تلزيم المشروع بِ 4 مليون دولار ليُصبح مشروع مفتوح، التّفجير والإلتزام، وتبقى المياه سارحةً في شوارِعنا وليس في قساطل أبنِيتِنا ومنازلِنا.
إنّه الفساد والمحسوبيّات، وليس التّقصير من قِبلِنا.
أمّا محطة المياه في كوسبا، فوحلٌ ورملٌ وبحصٌ وفلاترٌ معطّلة، ولا يمرّر لنا منها، إلاّ الأوساخ التي إكتسبت المناعة على الكلور، لِتُزوّدنا أمراضاً وفيروسات.
ولننتقل إلى طرقات الكورة، وهنا حدّث ولا حرج، عن فسادٍ فاضح، وضغوطاتٍ سياسية، ومحاربةٍ نيابية وإستخدامٍ إنتخابي، وتلزيماتٍ من دون مناقصات، يدفع ثمنها المواطن الكوراني البريء. فكم راجعنا كنواب الكورة، وزارة الأشغال على مدى سنواتٍ طوال، وكم سمعنا من وعودٍ، لم يُنفّذ منها إلاّ القليلَ القليل، فأضحت طرقاتنا محفّرة، مُتهالكة، وخاصّةً المعبّد مُؤخّراً منها (الطرقات المعبّدة مؤخّراً بحالةٍ سيّئة أكثر من الطرقات القديمة).
أمّا قصّة القصص، فمشروع طريق شكا – كوسبا الشهير.
لُزّم في أيلول 2012، ورُصِدت أمواله من ضمن قرار 66، ولم يفرج عن أمواله، لِتبقى الطريق غير مُؤهّلة، بل للتّهالك أكثر بسبب التّعهّدات والأشغال المقامة عليها، ثمّ في شباط 2016 أُلغِيَ الإلتزام الأولّ، لِتُعاد الدعوة إلى مناقصةٍ جديدةٍ في آب 2016، وليربح الإلتزام هذه المرّة أيضاً شركة أخرى غير التي يريد القيّمون تربيحَها المشروع. فَيُلغى الإلتزام مرّة ثانية، وليُلزّم هذه المرّة من دون مناقصة إلى الشركة المُحفّرة، فيرد ديوان المحاسبة التّلزيم لأنّه مخالف للقوانين، وتبقى الطريق غير معبّدة، ليس لأنّ لا متابعة من النواب وليس لأنّه لا وجود للأموال، بل بسبب الفساد.
إذاً لا طريق ولا تأهيل ولا تعبيد، ولا مياه إن لم تُحرّر الوزارات من المحسوبيّات.
سيّداتي سادتي، أيّها الأعزاء، إنّ قضاء الكورة يُعدّ قضاءً صيفيّاً شتويّاً، كثيف السكن في كلّ الفصول، وممرّاً لأقضية ثلاثة مقصودة، فلذلك هذا القضاء بحاجةٍ قُصوى ودائمة لِمُخطّط توجيهي ومتابعة، كما بحاجةٍ، لرؤيةٍ ولخطواتٍ قانونية فعّالة في المجال البيئي، تماماً كما قُمنا به منذ أكثر من سنة، عندما تواصلتُ شخصيّاً مع سعادة المحافظ وأبلغته بمدى التّلوّث الناتج عن معمل الجفت في بزيزا وأرسلتُ له صُوراً فوريّةُ، فما كان من سعادة المحافظ إلاّ التّصرّف فوراً، والتّوجّه شخصيّاً إلى المعمل ومُداهمتِه بوضعيّة التّشغيل، وضبطِه بالجرم المشهود فأصدر المحافظ فوراً قراراً بإيقاف المعمل.
إلاّ أنّه بعد سنةٍ من ذلك، أيّ منذ شهرين أعاد الوزير إعطاءه رخصة تجريبية، ولكن تحت ضغط الأهالي والبلديات والإتّحاد، أعاد معاليه مُجدّداً سحب هذه الرخصة.
إذاً الحلّ دائماً بالخطوات القانونية، ولذلك كلّنا أمل اليوم بالتّحرّك المُزمع البدء به من قبل إتّحاد البلديات، فنتّحد بذلك جميعاً ضدّ الملوّثينَ.
وكي لا نتكلّم فقط بالمشاكل، وإن كانت مهمّةً وأساسيّةً، فسأعرض أمامَكم سيّداتي سادتي ما ناقشناه، كنواب الكورة، ونعمل لأجله:
– مركز رعاية صحيّة في الكورة ، وقد بشّرنا وزير الصحة العامة، دولة الرئيس غسان حاصباني الأسبوع الماضي عند زيارتِه الكورة، بأخذ القرار لِتحويل مكتب الصحة في سراي أميون، إلى مركز رعاية صحيّة، حيث يستطيع هذا المركز بذلك تقديم العناية الصحيّة، وتقديم أدوية وزارة الصحّة، فلا يضطرّ المريض للذهاب إلى بيروت للحصول على الأدوية.
– العمل لِإنشاء مستشفى حكوميّ في الكورة، وقد بدأنا الخطوات الأولى العمليّة لهذا المشروع، بالتّنسيق مع بلدية داربعشتار التي أخذت قراراً بلديّاً بهذا الأمر، كما بالتّنسيق مع الإتّحاد لكي يكون مشروعاً إتّحاديّاً لكلّ الكورة.
– العمل على إستقدام فروع لكليّات للجامعة اللبنانية
– العمل لإستقدام مستوصف لقوى الامن إلى الكورة وقد بدأنا بالخطوات الفعلية لذلك.
وختاماً، المواقف الإعلامية المزايدة، لا تُؤتي بنتائج، ولذلك نسعى من خلال هذا المؤتمر للعمل في البيئة من أجل البيئة، وفي المياه من أجل المياه وفي الصرف الصحيّ من أجل الصرف الصحيّ، ولسنا بوارد إستغلال هذه الأمور الأساسية والضرورية من أجل السياسة. فنحن حزب ليس بحاجةٍ للإستغلال من أجل الشعبية. وإنّنا نعتبر، أنّ بالإتّحاد قوّة، وبالخطوات المدروسة تطوّر، وبالمتابعة الحثيثة حلول”.