لبنان اليوم بانتظار “قهوة لقاء الاثنين المُرّة”

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

لا أحد هلّل لكلام الأمين العام لحزب حسن نصرالله سوى رئيس التيار الوطني الذي رأى فيه خشبة خلاص تنتشله من الوحول التي غرق فيها منذ انطلاق ثورة 17 تشرين، اذ إن كلام نصرالله يعيد باسيل إلى خارطة التشكيل بعدما تم استبعاده. وينسحب الأمر على بعبدا، التي يبدو أنها “مبسوطة” من نصيحة نصرالله بتشكيل حكومة سياسية، ما يعيد عقارب التأليف إلى الوراء كونه يتعارض مع المبادرة الفرنسية والضغوط الروسية.

ويبدو أن الأنظار تتجه يوم الاثنين المقبل إلى اللقاء المنتظر بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف سعد الحريري في بعبدا وما سينتج عنه من بوادر خير تسهل عملية التأليف، ولكن تصاعد دخان التأليف لا يعني أن الدولار سينخفض، والاقتصاد سيتحسن، والشعب سيعيش في بحبوحة وعيش كريم، ولا يعني أن البنزين سيعود إلى أسعاره السابقة، فأمام لبنان جلجلة من الازمات لا تحل بحكومة مهما كان نوعها ولونها.

وفي سياق التهديدات التي ساقها نصرالله في خطابه المتلفز، ليل الخميس الماضي، يؤكد المحلل السياسي علي حمادة، أن “الهدف الدائم لحزب الله والمستمر منذ حوالى عامين في الساحة اللبنانية، هو الحفاظ على الستاتيكو القائم على سيطرته شبه التامة على الحياة السياسية اللبنانية والقرار الوطني ومفاصل الدولة، بما يريح وضعيته في لبنان المعتبر قاعدة متقدمة للنفوذ الإيراني على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. هذا هو الهدف الاستراتيجي لكل ما يقوم به”.

ويشير حمادة، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “حزب الله تمكن من إحكام سيطرته على لبنان على إثر التسوية الرئاسية ووصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة، فاستُكملت حلقة السيطرة عبر رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، أي البرلمان المنتخب العام 2018 بغالبية مؤيدة لحزب الله واستطراداً الحكومة اللبنانية المنبثقة عن مجلس نواب يسيطر عليه الحزب، بالإضافة إلى الاختراق الكبير للمؤسسات الأمنية والمدنية للدولة”. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: نصرالله يعلن الثورة المضادة والمسدس على الطاولة

تزامناً، اعتبرت مصادر بيت الوسط لـ”الجمهورية” أن الرئيس المكلف خصّص يومه امس الجمعة لتقويم النتائج التي انتهى اليها اللقاء تحضيراً للقاء الإثنين المقبل، مُعربة عن القلق من موقف نصرالله. وقالت، أقل ما يقال في موقف نصرالله انه تسبب بـ”تسميم” الجو الذي اعقب لقاء بعبدا، والقى ظلاله على امكان وجود قطب مخفية يمكن ان تعيق التفاهمات المحتملة في لقاء الإثنين المقبل.

في المقابل، تبدو بعبدا “مبسوطة”، إذ تجنّبت مصادر قريبة من بعبدا إعطاء موقف نصرالله اي بُعد سلبي، وقالت ان نصرالله اكد 3 مرات انه مع “حكومة المهمة” الحيادية الخالية من الحزبيين قبل ان ينصح الحريري بتشكيل حكومة “تكنو سياسية”، فهو لم يطلبها ولم يقدّمها على الصيغة الاساسية لمعرفته بالعقبات التي يمكن ان يتسبّب بها الخروج على المسار المعلن عنه من قبل الحريري الذي قادته المبادرة الفرنسية. وعلى الرغم من حديثه عن التوجه الى الشرق وضرورة اللجوء اليه، فهو، اي نصرالله، عَدّد المعوقات التي وضعتها العقوبات الاميركية على ايران وأي توجّه للتعاطي مع الصين، معدداً التجارب الدولية الفاشلة، وهو يعني انّ لبنان ليس قادراً على تجاوزها وهو عنصر يسقط إمكان الخروج من هذه الصيغة.

من جهتها، رأت أوساط مراقبة أنّ مضمون خطاب نصرالله التصعيدي أجهض عملياً الوساطة الروسية وأتى بمثابة “رد مضاد على مطلب موسكو الضغط على حلفاء الحزب”، ونقلت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الموقف الروسي لـ”نداء الوطن” أنّ موسكو لا تزال تراقب “بحذر شديد” المستجدات في لبنان. ويرى المسؤولون الروس أنّ “المعطيات حتى اللحظة لا تبشر بالخير ولا بالتفاؤل على الرغم من حصول اللقاء الأخير في قصر بعبدا”، مشيرةً إلى أن “التواصل الخارجي مستمر مع كافة الأطراف اللبنانية، والضغط الدولي متواصل، لكن يبقى الحل أولاً وأخيراً بيد المسؤولين اللبنانيين الذين يجب عليهم أن يبادروا بأنفسهم إلى تأليف حكومة تكنوقراط لإنقاذ البلد بعدما وصل إلى حافة الانفجار الكبير”.

دولياً، وصف أعضاء في مجلس الأمن الوضع في لبنان بأنه “بالغ الهشاشة”، محذرين من انزلاقه إلى “أزمة أعمق” في ظل استحكام الخلافات بين زعمائه السياسيين وعدم تمكنهم من تشكيل حكومة تنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتردية.

ووصف دبلوماسيون غربيون الاجتماع لـ”الشرق الأوسط” بأنه “كان قاتماً” في ضوء المعلومات المُحبِطة التي أوردها تقرير غوتيريش وأكدتها رشدي في إحاطتها عبر الفيديو، فضلاً عن “المعلومات الواردة من البعثات الدبلوماسية في لبنان، اذ يبدو أن الوضع يتجه إلى أزمة أعمق بدل أن يتحسن”. ولاحظ أحد الدبلوماسيين أن “هناك إجماعاً على خطورة الوضع”، علماً أن عدداً من المشاركين في الاجتماع عبروا بوضوح عن أنهم “ضاقوا ذرعاً بالنهج الذي يعتمده الزعماء السياسيون وعجزهم عن التفاهم على الحدود الدنيا للحفاظ على بلدهم”. وقال أحدهم لـ”الشرق الأوسط” إن السياسيين اللبنانيين “يعتقدون مخطئين أن الترياق سيأتي من الخارج”.

إقرأ ايضاً في موقع “القوات”:

الـ1701 يطوّق “الحزب” من باب الأمن الغذائي​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل