رصد فريق موقع “القوات”
على الرغم من أن نتيجتها كسابقاتها، شكّلت الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس للجمهورية ممراً لرسائل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لحزب الله من خلال خفض عدد الأوراق البيضاء وتشتيت أصوات قوى 8 آذار، بطريقة أقل ما يقال عنها، ركيكة و”ولاديّة”، باعتبار أن الأول لا يمكنه الخروج من عباءة الحزب، كما أن الثاني لا يزال يحتاج إليه “ولو لفترة قليلة”، إلى أن يحين موعد التسويات، لذلك فإن وفاء رئيس التيار للمقاومة باقٍ… على مضض.
وأوضحت مصادر سياسية عبر “اللواء” أن رد كتلة نواب التيار الوطني الحر، على حزب الله، بالتخلي جزئياً عن التصويت بالورقة البيضاء، وتوزيع بعض الأصوات باتجاهات أخرى بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية أمس، كان واضحاً من خلال تدني عدد الأوراق البيضاء، ويأتي تنفيذاً لتهديدات رئيس التكتل جبران باسيل، للرد على الصفعة التي تلقاها بانعقاد مجلس الوزراء، بدعم من الحزب، رغماً عنه، ولم تنفع كل محاولات الصاق تهمة زيادة عدد الأوراق البيضاء بخصوم التيار، وتحديداً، بنواب كتلة التنمية والتحرير، بهدف اذكاء الخلاف مع الحزب.
بدورها، كشفت مصادر نيابية عبر “اللواء” عن أنه لا معنى لأوراق التيار الوطني الحر في جلسة أمس، سوى إرسال رسالة “للثنائي الشيعي” أن ما هدَّد به باسيل عن عدم التنسيق في ما خص انتخاب الرئيس ماضٍ به، وما جرى في الجلسة التاسعة هو الدليل على جدية رئيس التيار.
في سياق متصل، قالت مصادر سياسية مطّلعة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، إن اتصالات دارت بين الحزب والتيار عشية جلسة الانتخاب الخميس، وُضع باسيل خلالها في صورة بيانٍ سيصدر عن الضاحية صباحاً، هدفُه وضع النقاط على الحروف وردّ تهمة “النكث بالوعود”، التي وجهها باسيل إلى الحزب. وأُبلغ باسيل أن ما قاله لا يمكن أن يمرّ من دون رد، لأن صورة الأمين العام للحزب حسن نصرالله “بالدق”، ولأن قاعدة الحزب مستاءة من مطالبتها بالصمت عن سهام “التيار”… غير أن الجانبين تفاهما أيضاً، عبر قنوات الاتصال التي فُتحت بينهما، مساء الأربعاء، على الشروع في حوار تهدوي بعيداً من الاضواء، لإعادة الأمور إلى نصابها بينهما.
من هنا، تتابع المصادر، أتى رد “الوطني الحر” على رد حزب الله في بيانٍ مساء أمس مضبوطَ الايقاع والسقف، كما أن “لبنان القوي” لم يذهب نحو دعم اي مرشّح في الجلسة، وتراجع عن تهديده بالخروج عن الورقة البيضاء، مُكتفياً ببعض التصويت “الصبياني” الذي لا يُقدّم ولا يؤخّر في قرار طي صفحة التوتر بين الحزبين، من خلال وضع أوراق في الصندوق تحمل اسم “ميشال” فقط او “معوض” فقط.
هي حركات “سطحية”، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لموقع القوات، لأن التيار ليس في وارد دعم المرشح ميشال معوض ولا في وارد دعم أي مرشح سوى باسيل أو مَن يختاره هو. على أي حال، هي تكشف عن أن مسؤولين في “التيار” و”لبنان القوي” حاولوا في الأيام القليلة الماضية، جسّ نبض القوى التي تصوّت لمعوض، حيال الدخول في حوار “رئاسي” معهم، علّ هذا الطريق ينفع باسيل أكثر من طريق حارة حريك، إلا أنهم (أي مسؤولو التيار) اصطدموا بجدار رفض سميك “لأن مَن خربها لن يصلحها”، فعاد “البرتقالي” كالتلميذ الشاطر وعلى مضض، إلى “صف 8 آذار، محاولاً ترميم الجسور مع الضاحية لان حظوظ دعمها لباسيل، لم تنعدم بعد في حسابات التيار.
في الموازاة، مَيّز جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هذه المرة على الرغم من أنها قديمة جديدة، دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري رؤساء الكتل ان يزوّدوه في الجلسة العاشرة والأخيرة هذه السنة، الخميس المقبل، آراءهم في الحوار الذي يدعو اليه للاتفاق على رئيس جمهورية جديد، والخروج من الفراغ الرئاسي الذي قد يطول ويطول ان استمرّ فلكلور الجلسات الاستعراضية وغير المنتجة.
في المقابل، رأت مصادر نيابية عبر “الجمهورية” أن جلسة الخميس المقبل، وإذا لم يسبقها الوحي الموعود، سيكون مصيرها كسابقاتها وسيكون مصير الحوار الذي يدعو اليه بري مرهوناً بردود الكتل ان حصلت على هذه الدعوة، ما يعني أنّ انجاز الاستحقاق الرئاسي سيكون مرشحاً للتأجيل الى السنة الجديدة، حيث ستكون الجلسة المقبلة الاخيرة في الايام المتبقية مع السنة الحالية.
على المقلب الآخر، توقعت مصادر متابعة لزيارة باسيل الى بكركي اليوم عبر “اللواء” أن تكون محاولة متجددة لباسيل للطلب من البطريرك الماروني بشارة الراعي جمع القيادات المارونية في الصرح البطريركي وتحت جناحه، لتبديد التباينات القائمة، وإجراء مصالحة بينهم، والتحاور للتفاهم على مرشح للرئاسة، بموافقة الجميع، الى جانب وضعه في مجريات انعقاد جلسة مجلس الوزراء وخلفياتها.
واستبعدت المصادر ان يوافق البطريرك على طلب باسيل، نظرا لحدة الخلافات التي تحكم العلاقات بين هؤلاء القيادات واستحالة اتفاقهم على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية.
دولياً، كشفت مراسلة “النهار” في باريس أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنه سيتحرك لمساعدة لبنان. وسمعت الأوساط الأميركية الالتزام نفسه من الجانب السعودي الذي أكد أنه يسير مع فرنسا بشأن لبنان.
فواشنطن تدعم هذا التعاون السعودي الفرنسي بشأن لبنان الذي أدى الى عودة السفير السعودي الى لبنان ثم الى تأسيس صندوق فرنسي سعودي للمساعدات الإنسانية للبنان وارسال مساعدات، وإن كان بطيئاً بعض الشيء، ولكن على الأقل هناك التزام من كلا الجهتين بالاستمرار في التعاون على هذا الصعيد. إلا أن الصورة العامة لهذا الالتزام السعودي لفرنسا تبدو نابعة من اهتمام ولي العهد السعودي بعلاقته بماكرون وليس اهتمامه بالشأن العام في لبنان.
اقرأ أيضاً عبر موقع “القوات”
خاص ـ باسيل “كان يعلم”… الحزب يستوعبه للاستفادة منه وبعدها “باي باي”؟
خاص ـ مع اقتراب “النهائي”… مراهنات الـ”مونديال” تغزو المدارس أيضاً
شو قصة “عنزة ولو طارت”؟