لبنان يتخطى سيناريو فنزويلا… أكياس الملايين بدل الـ”Pochette

حجم الخط

ينحدر لبنان يومياً، لا بل على مدار الساعة، مع التضخم الجنوني الناتج عن ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، إلى السيناريو الفنزويلي، خصوصاً مع فقدان لبنان، فنزويلا وجنوب السودان، أخيراً، حقوق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد التأخر عن سداد المستحقات المتوجّبة لميزانية تشغيل الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من تحذير المجتمع الدولي والخبراء الاقتصاديين وأطراف المعارضة اللبنانية في السنوات الماضية من سيناريو مشابه، يتبيّن أن لبنان يعيش واقعاً اقتصادياً أصعب من فنزويلا، نتيجة الفساد المتجذّر في مؤسساته، وافتقاره للثروات النفطية والموارد الأساسية، واعتماده بشكل كبير على قطاع الخدمات والنقل، والاستيراد، والسياحة التي تراجعت كثيراً بفعل سياسات الفريق الحاكم التي عزلته عن أصدقائه في العالم وأشقائه العرب، ما يجعل عودته إلى سكة التعافي الاقتصادية شبه مستحيلة.

والأنكى، لم تدرك المنظومة الفاسدة الحاكمة أن تجربة فنزويلا بالاعتماد على محور إيران والصين وروسيا، لا تحمي الشعب من الأزمات المعيشية وانحداره إلى الفقر، ولا تزال حتى اللحظة تنادي للتوجه شرقاً.

فبعدما كانت من أغنى الدول اللاتينية في الثمانينات لامتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم، جنحت فنزويلا إلى المحور الشرقي “بحجّة أطماع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة” بثرواتها، لتقع في مرمى العقوبات الأميركية وتخيّم عليها أزمة اقتصادية تاريخية حالت دون وفرة المواد الأساسية، إلى درجة أنها لم تتمكن من تأمين حتى الوقود إلا من خلال مقايضته بشيء ممّا تبقى من ذهبها مع حليفتها إيران.

ومع انعدام قيمة العملة الوطنية (بوليفار)، لجأت فنزويلا إلى طباعة أوراق نقدية بفئات جديدة، كان آخرها في العام 2021، إذ استُبدل فيها المليون بوليفار ببوليفار واحد، لتُعدّل قيمته للمرة الثالثة خلال 13 عاماً، في سياق تضخم مفرط تواجهه البلاد، هو الأعلى في العالم. ما يطرح تساؤلات عدة حول الوضع الاقتصادي اللبناني بحال طباعة ورقة المليون ليرة لبنانية أو أوراق نقدية أخرى. فهل يأتي يوم نستبدل فيه الـ” Pochette” بـ”أكياس الملايين؟”.

الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، يشير إلى أن “طباعة ورقة المليون ليرة قرار سياسي تتخذه الحكومة وينفّذه مصرف لبنان”، مستبعداً “اللجوء إلى هكذا قرار اليوم، وسط الخلاف القائم على شرعية القرارات التي تتخذها حكومة تصريف الأعمال بظل الفراغ الرئاسي”.

ويلفت عجاقة، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “طباعة الأموال عموماً، خصوصاً من فئات كبيرة، يؤدي إلى مزيد من التضخم، إنما تحصل في حالات عدة لتوفير كلفة الطباعة مع تدهور العملة الوطنية”، مشدداً على أن “تداعياتها سلبية، لأنها رسالة سيئة إلى الأسواق، مفادها بأن الدولة لا تستطيع السيطرة على عملتها، ما يؤدّي بالتالي إلى تخلّي الأسواق عن الليرة بشكل أسرع”.

ويحذّر، من أنه “لا يجب طباعة المليون أو أي أوراق نقدية أخرى، ولو اضُطرّ المواطن إلى أن يحمل أكياس من المال لشراء بضعة أغراض”، موضحاً أن “الإصلاحت تأتي قبل طباعة الأموال، والكرة اليوم في ملعب الحكومة”.

وعن صورة “المليون ليرة” التي يتمّ تداولها منذ تفاقم الأزمة الاقتصادية، يقول، إن “التجار والصرافين وغيرهم استفادوا من تدهور الليرة اللبنانية وجنوا ثروات هائلة، ومن مصلحتهم تخويف المواطنين بورقة المليون ليرة”.​

اقرأ أيضاً: معين شريف: مؤامرة وانحطاط فني وقضيتي التخلّي عن السلاح وقيام الدولة

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل