رصد فريق موقع “القوات”
لم يعد يدرك اللبنانيون “طعم النوم”، إذ تنتظرهم عند كل “صبحية” مصيبة جديدة باتت تخنق أرواحهم وليس فقط جيوبهم، وكأن قدر هذا الشعب مكتوب بحبر العذابات الجهنمية في ظل سلطة حاكمة عليه بالمؤبّد والأشغال الشاقة.
فعلاً أشغال شاقة، عندما يصل سعر صرف الدولار إلى ما فوق الـ100 ألف ليرة على وقع إضراب المصارف وفلتان أسعار المحروقات والمواد الغذائية وأي غرض ممكن أن يحتاجه شخص في لبنان، في ظل شلل تام لأي حلول ممكنة لأن المصيبة أكبر من أي ترقيع يعولون عليه.
في هذا السياق، أوضحت معلومات “النهار” أن “مشاورات جرت، أمس الثلاثاء، للتمهيد لاتفاق على إنهاء إضراب المصارف، بمسعى من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لكن الاتصالات لم تتوصل الى اتفاق الحد الأدنى، وأبقي القرار معلقاً الى موعد اجتماع جمعية المصارف اليوم الأربعاء”. بدوره، أكد الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف لـ”النهار” أن “إضراب المصارف لا يهدف الى شلّ البلاد، فهو إضراب جزئي لا يعدو كونه موقفاً من الإجراءات القضائية التعسفية في حقها”.
ويرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، أيضاً، لـ”الشرق الأوسط”، أن “هذا الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار متوقَّع في ظل كل المعطيات والأوضاع المالية في لبنان”. ويؤكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه “لا سقف لهذا الارتفاع في ظل انعدام الثقة وعدم قيام المعنيين بإجراءات جذرية للأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار.”
من جهته، يؤكد خبراء اقتصاديون وماليون لموقع حزب القوات اللبنانية، أن “دولار منصة صيرفة سيواصل لهاثه للّحاق بدولار السوق السوداء الذي (ملَك سعيداً) أمس الثلاثاء على عرش الـ100.000 ليرة، علماً أن (في طبعه الطمع) وعينه على أرقام أعلى”، معتبرين أن “الهدف الأساسي لإنشاء مصرف لبنان للمنصة بات شبه معدوم، بعد فشلها في لجم ارتفاع الدولار”.
لقراءة المقال كاملاً، اضغط على الرابط: خاص ـ هرّ “صيرفة” العجوز يلهث خلف فأر الدولار الأسود الرشيق
سياسياً، لا بدّ من أن الاتفاق الإيراني ـ السعودي ومفاعيله على المنطقة ولبنان خاصة، الحدث الأبرز خلال الأيام الحالية، لكن ما غفل عن التفاصيل، هو تأثير هذا الاتفاق على الذراع اللبنانية لإيران والمهاجم الأول على الخليج والمدافع “الهمشري” عن قضية اليمن، إذ وبسحر ساحر أتت مفاجأة الاتفاق لتلجم كل هذه “الكليشهات”، فبدأ حزب الله في الجوهر عملية إعداد العدة لمرحلة التموضع خلف موجبات اتفاقية بكين، سواءً على المستوى الإقليمي أو الداخلي.
وأوضحت مصادر موثوقة لـ”نداء الوطن”، أنّ “طلائع هذا التموضع بدأت تتشكل من خلال قرار تجميد أي نشاط لمعارضين خليجيين أو يمنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط ترقب زيارة موفد إيراني إلى بيروت لوضع قيادة حزب الله في أجواء المستجدات والضوابط الواجب الالتزام بها في ضوء الاتفاق مع السعودية، بما يشمل تعليق مهام كوادر الحزب ومستشاريه العسكريين في اليمن على قاعدة أنّ المرحلة الجديدة بعد الاتفاق تقتضي إعلاء مصلحة إيران أولاً لتمكينها من استعادة الثقة بجديتها في السعي إلى إنجاح التقارب مع السعودية.”
وفي الحديث عن الرئاسة، بدأ التحرك الدولي حول الملف اللبناني خاصة بعد هذا الاتفاق، إذا بشّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اللبنانيين الى أنّه “سيكون هناك رئيس جمهورية والمسألة مسألة وقت، ويجب الإسراع بهذه الخطوة لأن الأمور خطيرة.”
وعلمت “النهار” أيضاً، أن “ثمة لقاء سعودياً ـ أميركياً سيعقد حول لبنان، لكن لم يحدد موعده بعد بطلب من الجانب السعودي”. من جهة أخرى، أوضح مصدر رسمي لبناني لوكالة “سبوتنيك”، أنّ “مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، تتوجّه إلى لبنان في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، في إطار جولة لها في المنطقة”.
من جهته، يحاول ميقاتي تعويم اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الفاتيكان بعد تعذّر تسويقه مسيحياً في لبنان، الأمر الذي حدا بمصدر معني إلى توجيه “نصيحة لميقاتي بعدم الانجرار وراء رغبات رئيس البرلمان نبيه برّي في هذا الإطار لأنه على الأرجح في حال مفاتحة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بالموضوع سيسمع كلاماً واضحاً يؤكد انعدام ثقة الكرسي الرسولي بكل الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، وما إلغاء البابا فرنسيس زيارته لبنان في حزيران الماضي سوى الدليل الأسطع على موقف الفاتيكان تجاه هذه الطبقة”.
قضائياً، تنطلق، اليوم الأربعاء، جلسات الاستماع إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؛ تنفيذاً للاستنابات القضائية الأوروبية، واستكمالاً للتحقيق الذي بدأته دول أوروبية قبل سنتين، وركّز على التحويلات المالية من حسابات سلامة وشقيقه رجا إلى مصارف أوروبية، وتحديد مصدر هذه الأموال، على أن يدير هذه الجلسات قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، بحضور الوفود الأوروبية التي وصلت إلى لبنان لهذه المهمّة.
واستعداداً لبدء التحقيق الذي سيستغرق ثلاثة أيام، التقى القاضي أبو سمرا في مكتبه في قصر العدل أمس، القاضية الفرنسية أودي بوريزي التي ترأس وفد بلادها، وكذلك القنصل في السفارة الألمانية في بيروت، وأشار مصدر قضائي مواكب لحركة الوفود الأوروبية، إلى أنه «تمّ استعراض الأسئلة التي يرغب الفريق الفرنسي بطرحها على سلامة والبالغ عددها 100 سؤال».