رصد فريق موقع “القوات”
كل شيء ينهار، لا رئيس للجمهورية وحكومة تصريف أعمال عاجزة عن إدارة شؤون المواطنين، والدولار يقض مضاجع المواطنين، والملف الرئاسي يراوح مكانه، ولا مبادرات داخلية ولا خارجية، ما يعني أن لبنان وعلى الرغم من اللقاءات الدبلوماسية لا يزال متروكاً لمصيره المجهول.
ولا شك أن الحركة الدبلوماسية الدولية والعربية تعكس اهتماماً بمتابعة الملف اللبناني، وتأتي في سياق الجهود المبذولة من قبل الدول المهتمة بمساعدة لبنان، والبحث في السبل الممكنة لإخراجه من أزمته المستعصية. وتتركز اللقاءات مع المسؤولين والقيادات السياسية الفاعلة على النقطة المركزية الداهمة المتعلّقة بالاستعصاء الرئاسي، على ضوء التوافق الدولي الجامع على أن أيّ حلٍّ يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية.
مصادر سياسية مطلعة ومواكبة للحراك الدبلوماسي الدولي والعربي تجاه لبنان، توضح، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الحركة الدبلوماسية التقليدية والكلاسيكية الحريصة على استقرار لبنان واستقلاله وسيادته وازدهاره، قائمة باستمرار، انطلاقاً من مقاربة موضوعية فعليّة لها علاقة بالمصلحة العليا للبنان”.
لكن المصادر ذاتها، تشدد، على أنه “يجب التمييز بين هذه الحركة الكلاسيكية، بمنطلقها الأساس الذي هو الهمّ الدوليّ الحقيقي والجدي والفعلي حيال لبنان ووضعيّته، وبين مسألتين أساسيَّتين:
الأولى، تتعلق بالحركة الدبلوماسية السعودية والتي تشكل جزءاً لا يتجزَّأ من اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس، حيث تبلَّغت الدول المعنية الموقف السعودي برفض وصول أي مرشح ممانع إلى رئاسة الجمهورية، انطلاقاً من أن أي مساعدات للبنان يجب أن ترتكز وتنطلق من وجود دولة في لبنان، تحترم دستورها وسيادتها، وتكون مساحتها الجغرافية تحت سيطرتها.
والثانية المتصلة، أن هذه المسألة تطوّرت أيضاً باتجاه الاتفاق الذي حصل بين الرياض وبين طهران برعاية صينية، والذي نقل المنطقة إلى مرحلة جديدة أخرى متطورة ومختلفة عن المرحلة السابقة، لجهة تكريس ما قالته السعودية برفض مرشح رئاسي ممانع في لبنان”. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: خاص ـ لبنان والحركة الدولية… تراجع الخط الممانع وتصحيح التوازنات
ووسط الانهيار الحاصل، يحاول محور الممانعة فرض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لكن مرجعاً سياسياً قال لـ”الشرق الأوسط”، إن فرنجية يراهن على حليفه حزب الله الذي لم ينقطع عن التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لإقناعه بتنعيم موقفه، خصوصاً إذا استشعر بأن فرنجية بدأ يتقدم على منافسيه، وأن هناك ضرورة للانضمام إلى مؤيديه بحصوله على ضمانات سياسية من أمينه العام حسن نصر الله.
ويسأل المرجع السياسي، من أين تأمّن تأييد 65 نائباً فرنجية؟ ويقول بأن هناك مبالغة في تكبير الرقم، خصوصاً أن المستقلين من النواب السنّة يميلون إلى تأييد مرشح توافقي، وإلا لماذا يتريث زعيم “المردة” في الإعلان عن برنامجه الرئاسي؟
وهل يعطي لنفسه فرصة لمراقبة ما ستؤول إليه المستجدات السياسية ما يعني بأن الظروف ليست ناضجة حتى الساعة؟
لذلك فإن بري، بحسب المرجع السياسي، يتحرك في كل الاتجاهات، ربما لإشعار فرنجية بأنه لم يوفر جهداً لرفع عدد مؤيديه من النواب ويكون بذلك قد برأ ذمته في حال لم يتأمن له التأييد المطلوب.
وفي جديد ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، نفى مصدر في مصرف لبنان عبر “المركزية” نفياً قاطعاً ما يتم تداوله عن أن الحاكم رياض سلامة قدّم كتاب استقالته إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وأعلنت إحدى الصحف في عددها الصادر اليوم، أن “سلامة أودع ميقاتي كتاب الاستقالة ممهوراً بتوقيعه لكن من دون تحديد التاريخ، بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للإعلان عنها في ضوء المستجدات القضائية”.
وأوضحت المعلومات، أن “سلامة استمر في مكتبه الى ساعة متأخرة يسيّر الأعمال ويحضر الملفات من دون أي ردة فعل أو تعليق على مجريات أحداث أمس الأربعاء”، وفقاً لـ”النهار”.