عقارب ساعة الملف الرئاسي معطّلة

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

عادت عقارب الساعة إلى العمل مجدداً بعدما “تلخبطت” بين توقيتين شتوي وصيفي، وعاش اللبنانيون صيفاً وشتاءً تحت سماء واحدة، حتى كادت تلك العقارب اللاذعة أن تفجّر الوضع المأزوم إلا أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقّف الكرة وعاد عن قراره.

أما عقارب ساعة الملف الرئاسي، معطلة، في ظل محاولات خارجية عبر تقارب فرنسي سعودي لانهاء الشغور. وفي حين يواصل فريق الممانعة حملة الترويج لمرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تتكثَّف العناصر المحلية والإقليمية والدولية التي تُبعد قصر بعبدا، للمرة الثالثة، عن الأخير، الذي لا تُخفي أوساط سياسية مطلعة “انزعاجه من الاحتضان الشديد والحب الكبير اللذين يحيطهما به (المحور)، إلى حدِّ دفعه ربما ليردِّد مقولة الشاعر العربي عبد الملك الأصمعي ـ بتصرف ـ (ومن الحب ما أذى).

وترى الأوساط ذاتها، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “فرنجية كان لا يزال يدرس إعلان ترشيحه وتوقيته، بانتظار إشارات دولية وإقليمية مؤاتية. وهو الذي لطالما قال ولا يزال مقتنعاً بأن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يتم في سياق مرحلة دولية وإقليمية بقواعد معينة، وصاحب الحظ الرئاسي هو من تنطبق عليه مواصفات المرحلة، فيأتي من ضمنها وتماشياً معها”.

من هنا، ووفقاً لكلام فرنجية ذاته، “لعله كان يفضِّل عدم تسرُّع رئيس مجلس النواب نبيه بري في إعلان ترشيحه، ومن ثم زيادة الطين بلّة في إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله دعمه العلني والمباشر”، بحسب المصادر، التي ترى أن ذلك “جعل فرنجية لصيقاً أكثر بمحور الممانعة، وهي الصورة التي كان يحاول التخفُّف منها وإعطاء انطباع أنه على استعداد ليكون في موقع وسطيّ، على الرغم من صعوبة ذلك، لكن هي محاولة”.

وبرأي المصادر عينها، أنه “من الصعب ألا يكون فرنجية مدركاً بأن مواصفات المرحلة الدولية الإقليمية، التي يتبنَّى أهميتها، لا تنطبق عليه، ونتائج لقاء باريس الخماسي واضحة لهذه الناحية. فالرياض على موقفها الثابت من عدم الدخول في لعبة الأسماء، والتمسُّك بشروطها المضمَّنة في الورقة الكويتية الشهيرة، أي مواصفات رئيس سيادي بعيد عن سياسة الاصطفاف، وإصلاحي لا تحوم حوله شبهات فساد. والتمنيات التي بُنيت على اتفاق سعودي ـ إيراني يعزِّز حظوظ مرشح الممانعة، تبيَّن أنها كانت أوهاماً محبطة”. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: خاص ـ “مأساة” فرنجية مع الثنائي… “ومن الحب ما أذى”

وبالعودة إلى التقارب السعودي الفرنسي حول الملف الرئاسي، لوحظ خلال الساعات الماضية إعادة تفعيل باريس قنوات اتصالها المباشر مع القيادة السعودية لاستعجال “أي حل” لبناني، بحسب تعبير أوساط متابعة للحراك الفرنسي لـ”نداء الوطن”، لا سيما في ضوء اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والاتفاق معه على “العمل معاً” للمساعدة في إخراج لبنان من أزمته العميقة، مشيرةً إلى أنّ ماكرون يعتزم زيارة الرياض في وقت قريب لمحاولة التوصل مع القيادة السعودية إلى أرضية مشتركة حيال التصور المرتقب للحل اللبناني، خصوصاً في ضوء إعادة فتح قنوات التواصل المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وفي بيروت، لفت تحرك السفيرة الفرنسية آن غريو باتجاه المسؤولين للدفع باتجاه إقامة طاولة حوار تفضي إلى “انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة”، حسبما أعلنت من السراي الحكومي بعد لقائها ميقاتي، باعتبار أنّ “الاحوال باتت طارئة وملحة ويجب استعادة زمام المبادرة على أسس تستند الى الحوار البناء”.

أما على مستوى الموقف السعودي، فقد أكدت جولات السفير وليد بخاري على القيادات اللبنانية إثر عودته من اجتماع باريس التشاوري على عدم وجود أي تبدّل في توجهات المملكة العربية السعودية ونظرتها للحل اللبناني على أسس “سيادية إصلاحية خارجة عن أي اصطفافات حزبية وفئوية”، وهذا ما جدد البخاري التشديد عليه سواءً بقوله من معراب إن “موقف المملكة ثابتٌ تجاه لبنان ولن يتغيّر، ودورها في اللجنة الخماسية يصبُّ في مصلحة لبنان وسيادته”، أو بتأكيده من الصيفي أمس على ثقة السعودية “بتطلعات الشعب اللبناني وإرادته في الخروج من الأزمات، لا سيما أنّ لبنان عودنا على مناعته تجاه الأزمات وقدرته على النهوض منها”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل