لم نقاوم الاحتلال السوري ليسكن فرنجية قصر بعبدا

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

يصادف اليوم ذكرى انسحاب جيش النظام السوري من لبنان، ومهما مر علينا الزمن، لن ننسى لنتذكر ما فعله جيش آل الأسد في البلد، فنعمة النسيان لن تفعل فعلها مع اللبنانيين الذين ذاقوا شر هذا النظام واستفحاله بالإجرام.

لم تبقَ طائفة في لبنان إلا وطاولها النظام السوري في قتله وسلوكه البعثي، أحياؤنا شاهدون على الدمار، مقابرنا تعج بالشهداء، أرضنا فاضت منها الدماء التي سالت على يده، لم ننسَ تلك الليالي السوداء التي اختبأنا فيها في الملاجئ، حيث عشنا في داخلها أكثر مما عشنا في بيوتنا.

واليوم، في 26 نيسان 2023، يحاول محور الممانعة فرض رئيس عكس إرادة التاريخ ليعيد بريق النظام السوري الباهت إلى بعبدا عبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن القوات اللبنانية بالمرصاد وكل القوى المعارضة والسيادية ستتصدى لمحاولات محور الممانعة الإتيان برئيس لا يشبه لبنان السيد الحر المستقل.

وفي السياق، أشار دبلوماسي عربي مُلمّ بتفاصيل الملف اللبناني لـ«الجمهورية» انّ «العواصم العربية والخليجية المعنية بالاستحقاق الرئاسي في لبنان وبدَفع الأمور نحو استقرار سياسي أعطَت ضمناً نوعاً من مهلة للدولة الفرنسية من اجل ان تحاول كسر حالة الجمود الرئاسي في لبنان، وانّ المبادرة القطرية جاءت كرسالة الى الفرنسيين مفادها أن هذا الملف لا يتحرك في ظل إرادتهم ومَسعاهم على الرغم من معرفة الدول العربية بصعوبة الخروج من الشغور الرئاسي في لبنان.

لكن يبدو انّ هناك نوعاً مِن توجّه الى أنه في حال لم تنجح باريس في الأسابيع القليلة المقبلة في إيصال المبادرة التي قامت بها الى شاطئ الأمان، فإنّ الأمور ستنحو في اتجاه ان تكون المساعي والمبادرة هي مبادرة خليجية ـ عربية لأنّ هناك إصراراً على الخروج من الشغور الرئاسي في لبنان والاستمرار في المراوحة نفسها لأشهرٍ يضرّ الواقع اللبناني خصوصاً انّ لبنان مُقبل على استحقاقات في طليعتها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان وفي ظل انهيار لبناني يتواصَل. وايضاً، من وجهة نظر هذا الديبلوماسي العربي انها «لو بَدها تشتّي غَيّمت»، واذا لم تتمكن هذه المبادرة من تحقيق اهدافها فيجب الانتقال الى مبادرة أخرى وبالتالي لا يجب التوقف طويلاً امام هذا المسار».

وتوقّعَ هذا الدبلوماسي ان تتحرك، ابتداء من الأسبوع المقبل، المحركات القطرية والعربية مجدداً بالتنسيق مع واشنطن وباريس والقاهرة من اجل ايجاد الحلول المطلوبة، لأنّ الانهيار في لبنان يتواصَل، وفي حال لم يصر الى إنهاء الشغور فإنّ المخاوف العربية مِن تَسارع وتيرة الانهيار خصوصاً مع استحقاق انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان وتعيين حاكم جديد، ولذلك من المتوقع ان تشهد الحركة الديبلوماسية الخارجية مزيداً من رفع وتيرة التدخل ومنسوبه في محاولة لوضع الأمور في نصابها».

وفي الغضون، احدثت الموجة الطارئة من التهديدات التي تولى اطلاقها حزب الله ترددات خطيرة في كواليس الازمة الرئاسية ليس لكون الأوساط السياسية كافة ليست معتادة على هذا النمط من الخطاب التهويلي الذي يلجأ اليه الحزب في ازمان عدة سابقا، ولكن نظرا الى الخطورة التي يرتبها الحزب على نفسه في دفع البلاد الى مناخ مشحون لن يبقى فقط في الاطار السياسي بل سيتمدد حكما الى الاطار الطائفي، ناهيك عن التسبب بمزيد من الأجواء والمسببات والدوافع التي ستمعن في تعميق الازمة الرئاسية ولن تساعد اطلاقا في أي انفراج محتمل من شأنه فتح ثغرة في جدار الانسداد والتحدي والاستفزاز، وفقاً لـ”النهار”.

من جهتهم، نقل عن مسؤولين اميركيين او دبلوماسيين سابقين لا يزالون يتابعون الوضع في لبنان مواقف متحفظة بل ورافضة لمضمون المقاربة الفرنسية كما ان في هذه التحفظات ما يوحي بان الاميركيين يعتقدون بان الفرنسيين ذهبوا ابعد مما يشكل اطاراً لتوكيلهم في مساعدة لبنان، وفقاً لـ”النهار”.

وشددت مصادر سياسية على ان الاندفاعة السياسية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، منذ اطلالته من على منبر بكركي بعد مقابلته البطريرك الماروني بشارة الراعي مؤخرا والتي تزامنت مع حملة إعلامية ضخمه بتمويل من احد رجال الأعمال الأثرياء لتسويق ترشيحه، فرملت بقوة لسببين.

الأول، عدم تأييد الدول المؤثرة في لقاء باريس الخماسي، لا سيما المملكة العربية السعودية، لتوجه باريس تسويق سلة متكاملة للحل، بترشيح فرنجية للرئاسة مع تسمية رئيس الحكومة المقبل وبرنامج عمل الحكومة الجديدة. ثانياً، توسع حملة الرفض الداخلي لهذا التوجه الفرنسي، وخصوصا في الوسط المسيحي، وفقاً لـ”اللواء”.

وفي سياق متصل، برزت رسالة تلقاها الرئيس الأميركي جو بايدن من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جابمس ريتش عن الوضع في لبنان والسياسة المتبعة تجاه الأزمة اللبنانية. وعرضت الرسالة لمراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقربين من حزب الله ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة.

وحضّت الرسالة بايدن على العمل عن قرب مع حلفاء اميركا وشركائها في المنطقة لدعم  العملية الديموقراطية الشرعية ومرشحين رئاسيين، بخلاف الرؤساء السابقين، يملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته.

اقرأ أيضاً عبر موقع “القوات”:

خاص ـ عبد اللهيان لا يُقدِّم ولا يؤخِّر… الملف اللبناني بيد قاآني

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل