سيادية المعارضة تُعثّر طريق طهران إلى بعبدا

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

“ما بالك تنظر إلى القشّة في عين أَخيك، ولا تبالي بالخشبة في عينك!”. عند اندلاع “ثورة 17 تشرين” العام 2019، تسارعت أبواق الممانعة في اتهام التحركات بأنها ممولة ومسيّرة من السفرات الغربية، حتى أطلقوا عليها “ثورة السفارات”، عدا عن الاتهامات المتواصلة، يومياً، لكل معارض للممانعة بأنه تابع للسفارات. اليوم، يقفون بالصف على باب السفارة الإيرانية لأخذ التعليمات جهاراً، وكأن ذلك ليس تدخلاً. ومن جهة أخرى، وبّخوا غيرهم بالعلاقات الصحّية مع دول الخليج، ليتفاخر مرشحهم بصداقته الحميمة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.

والخشبة ليست في عينهم فحسب، بل تعثّرت مسيرتهم الرئاسية بخشبة المعارضة، وبطليعتها “القوات”، إذ هي “تمانع الممانعة” من السطو على قصر بعبدا، فاتحة المواجهة بإصرار وعزيمة حتى الرمق الأخير.

وتؤكد أنّ “موقف القوات الرافِض وصول مرشّح مُمانع إلى القصر الجمهوري نهائي وثابت ولن توفِّر وسيلة ديمقراطية وسياسية لمنع الممانعة من استمرار وضع يدها على المؤسسات الدستورية، وكل الأجواء التي يتم بثّها وضَخّها من انّ الممانعة على قاب قوسين أو أدنى من إيصال مرشحها لا أساس لها من الصحة إطلاقاً، وتتحمّل الممانعة أمام جميع اللبنانيين مسؤولية الانهيار وإبقاء لبنان وسط الانهيار من خلال إصرار على قواعد قديمة قادت لبنان إلى جهنّم”.

وقالت المصادر “القواتية” عبر “الجمهورية”، إنّ “الخروج من الاستعصاء الرئاسي غير ممكن سوى من خلال انتخابات رئاسية تُحاكي طبيعة المرحلة الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، وتتطلّب رئاسات قادرة على الانقاذ وحكومات تحمل برامج وطنية ولا تتأثر بالضغوط السياسية وتتصرّف انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا».

ورأت عبر “الجمهورية” أنّ “المقاربات التي فرضَتها ظروف ما بعد العام 2005 لجهة التعايش بين فريقين مختلفين جذرياً على مستوى الرئاسات والحكومات لم تعد تصحّ بعد الانهيار الكبير الذي انزلقَ إليه لبنان وتتحمّل هذه التركيبة بالذات مسؤولية كبرى عمّا آلت إليه الأوضاع اللبنانية”.

في الغضون، حركت بعض التحركات والمحطات السياسية والدبلوماسية التي حصلت في الأسابيع الأخيرة على خلفية التحرك الفرنسي في شأن الازمة الرئاسية على نحو ملحوظ الجمود الذي يحكم هذه الازمة، لكن الوقائع التي جرت في الأيام الأخيرة بدت كأنها اعادت مجمل الازمة الى دائرة المراوحة والانتظار، وقفاً لـ”النهار”.

وبدا واضحاً للأوساط السياسية التي رصدت بدقة ما سبق ورافق المقابلة التلفزيونية الاخيرة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ان الأجواء الدعائية المضخمة التي طبعت الأجواء قبل أسبوعين وتحديداً بعد عودة فرنجية من باريس تراجعت الى حدود بعيدة، حتى ان فرنجية نفسه تجنب المغالاة في إطلاق التوقعات المسبقة في ما يتصل بتعقيدات ترشحه لانتخابات الرئاسة.

ونقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله لـ”اللواء” إنه “ووليد جنبلاط “متفقين ومش مختلفين ع شي”. وعن احتمالات تراجع التيار الوطني الحر عن سقفه العالي في مواجهة فرنجية والسير بالتسوية قال: «الأمل موجود دائماً».

على الضفة الأميركية، تواترت معلومات حول تطور في موقف بعض دوائر القرار الأميركي من الاستحقاق الرئاسي، مؤداه ان من المواصفات المطلوبة في المرشحين مؤهلات قيادية، كي يتمكن من يصل من بينهم الى سدة الرئاسة الأولى من مواجهة الأعباء الملقاة على الموقع الأول في الدولة اللبنانية بكفاءة تتعدى المؤهلات الأخرى، التي يجب ان يتمتع بها على المستوى الشخصي. وتبعاً لذلك، وضع جانباً بعض أسماء المرشحين المحسوبين على المعارضة.

وتشير هذه المعلومات الى ان هذه الدوائر أبدت تحفظات على المدى الذي وصلت اليه المبادرة الفرنسية بوضع “كل البيض في سلة سليمان فرنجية” مرشح محور الممانعة المتحالف مع إيران، وفق “نداء الوطن”.

أما عن زيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، لبَّى 16 نائباً فقط من “أهل البيت” الدعوة من لائحة ضمت أكثر من ثلاثين مدعوّاً أعدتها السفارة الإيرانية يمثلون الكتل في البرلمان، للقاء عبد اللهيان الذي يزور لبنان حالياً. وأظهرت الانتقائية التي مارسها السفير مجتبى اماني في توجيه الدعوات، فئوية الداعي ومن يمثل، أي الجمهورية الاسلامية التي جاء رئيس دبلوماسيتها مسبوقاً بتوقعات ان هناك جديداً قد طرأ على سياسة طهران بعد توقيع الاتفاق الشهير مع السعودية في بكين الشهر الماضي، فتبين فعلياً ان السياسة الايرانية حيال لبنان لا تزال على حالها.

وأشارت مصادر سياسية إلى أن وزير الخارجية الإيراني لم يكن مرتاحاً لغياب المعارضة عن اللقاء في السفارة الإيرانية. وقالت المصادر، إن نوعية الحضور تدل على أن إيران ليست الأقدر لجمع اللبنانيين في حوار مفتوح، وعليها أن تتوقف أمام مقاطعة قوى مسيحية رئيسة، إياه، لتبادر لاحقاً إلى استخلاص العِبر، على خلفية انحيازها، بلا ضوابط، لمحور الممانعة.

لذلك فإن الحوار المفتوح، الذي نظّمته السفارة الإيرانية يبقى ناقصاً، ولا يمكن لإيران أن تلعب دور الحَكَم والخَصم في آن واحد، ما دامت عاجزة عن اختراق المعارضة التي فضّلت مقاطعتها الحوار المفتوح الذي أُريدَ منه تلميع الدور الإيراني في لبنان.

اقرأ أيضاً عبر موقع “القوات”: خاص ـ تسوية خارجية لصالح 8 آذار “تمنيّات”… لا لرئيسٍ ممانع

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل