لو دريان بجعبة فارغة في بيروت وحمولة ثقيلة إلى فرنسا

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

ينتظر لبنان اليوم وصول وزير خارجية فرنسا الأسبق جان إيف لو دريان في مهمة تبدو استطلاعية بعد سقوط المبادرة الفرنسية، وبعد غرق الأم الحنون في المستنقع الرئاسي.

لو دريان سيأتي لسماع ما يدور لدى الأفرقاء من هواجس رئاسية، وسيرحل محملاً بالأثقال السياسية والانقسامات العمودية والأفقية، وسينقل هذا الحمل الثقيل إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علّه يحل اللغز الرئاسي في مهمة تبدو شبه مستحيلة.

وفي السياق، كشف مصدر دبلوماسي في باريس عن أنّ هناك “شبه اجماع” لدى عواصم القرار على استحالة انجاز الاستحقاق الرئاسي وفق معادلة توافقت عليها باريس سابقاً مع حزب الله. وتأتي هذه الاستحالة، بحسب ما قاله المصدر لـ”نداء الوطن”، نتيجة الاجماع المسيحي على رفض فرنجية.

وقال إنّ هذا الاجماع “لا يمكن تجاوزه”. ما دفع دوائر أساسية مؤثرة في الإدارة الفرنسية الى تجاوز الطرح الفرنسي السابق الى أبعد منه، كالذهاب نحو توفير الظروف لحوار وطني يفضي الى سلة من التفاهمات تقوم على تطبيق الدستور بكامل بنوده، ما يؤدي الى خيار رئاسي توافقي من خارج الاصطفافات الحالية.

وأفاد المصدر بأنّ لو دريان تلقى نصيحة رئاسية فرنسية بالتخلي في محادثاته اللبنانية عن خلفيته كوزير دفاع سابق عُرف عنه الطبع الحاد، واعتماد أسلوب دبلوماسي لرسم صورة أكثر وضوحاً للمشهد اللبناني.

وعلمت “نداء الوطن” أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان “شأن سيادي لبناني”.

وجاء موقف الرياض هذا، ليزيل أي انطباع قد يشير الى أنّ تأييد فرنسا استضافة السعودية “إكسبو 2030″، هو مبرِّر لتأييد المملكة المقاربة الفرنسية للملف الرئاسي اللبناني، كما هي. لكن هذا الانطباع لا اساس له، بحسب المعلومات، التي أكدت أنّ صفحة مرشح الممانعة سليمان فرنجية قد طويت في ضوء نتائج جلسة الانتخابات في 14 الجاري، ولم تعد نقطة انطلاق المبادرة الفرنسية.

وفي الغضون، تجزم مصادر دبلوماسية غربية متابعة ان فترة السماح امام الكتل النيابية واللاعبين المحليين اقتربت من نهايتها غير السعيدة.

وبحسب المعطيات المتاحة، فإن باريس التي تدفع بجهود استثنائية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، واستعادة دورها التقليدي في هذا البلد، تنسق بصورة جدية مع كل من الرياض وطهران للتوصل الى تقاطع حول شخصية الرئيس العتيد، انطلاقاً من قاعدة التعامل مع نتائج الجلسة الأخيرة للانتخاب في 14 حزيران الماضي.

وتؤكد المصادر لـ”اللواء”، استناداً الى معلوماتها ان الطبخة الرئاسية وضعت على نار غير بطيئة، وان نتائج ملموسة للطبخة ستبدأ في الظهور في الأسبوعين الأخيرين من شهر تموز المقبل.

من جهتها، أشارت مصادر حزب القوات اللبنانية إلى أن جولة وزير الخارجية الفرنسية الأسبق جان إيف لو دريان الأولى بعد تسليمه مؤخراً الملف الرئاسي اللبناني ستكون استطلاعية.

ولفتت في تصريح لـ”الشرق الأوسط” إلى أنه “يأتي خالي الوفاض وسيذهب محملاً بمواقف القوى اللبنانية”.

وأكدت مصادر “القوات” على أن التقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحر مستمر لدعم المرشح جهاد أزعور والعمل على تحصين هذا الفريق، لكن يبقى السؤال هل سيدعو رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة انتخابية أم لا، هنا يبقى التحدي، خصوصاً بعدما لمس الفريق الآخر أنه أقلوي فيما المعارضة قادرة على جمع أكثر من 65 صوتا.

وعما إذا كان التواصل مستمراً بين المعارضة و”التيار” لا سيما بعد تصريحات النائب جبران باسيل التي أوحت بالتراجع عن دعم أزعور، تقول المصادر، لـ”الشرق الأوسط”، “لا معلومات أن التيار سيتراجع عن موقفه، وفي كل الأحوال، يبقى السؤال ما البديل بالنسبة لباسيل، حيث إنه ليس وارداً أن يقترع نوابه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وليس هناك أي مؤشر بأن حزب الله في وارد التراجع عن فرنجية ليتفق معه.

وعشية وصول الموفد الفرنسي، برز بالأمس موقف لافت للبطريرك الراعي كسر حالة الجمود الانتظارية، وتخطَّى وفق كثيرين تشجيع القوى المسيحية على موقف موحَّد بالتوافق على مرشح رئاسي، إلى مباركة خطوتها بالتلاقي على دعم أزعور حتى ولو لم يسمِّه. ولعلَّ موقف الراعي يؤشِّر إلى قناعة تكوَّنت لديه، وأصرَّ على تظهيرها قبل لقائه لو دريان، منعاً لأي تأويل أو استثمار من قبل البعض في غير مكانه الصحيح.

مصادر كنسية مطلعة، توضح، أن “خلفية ما قاله البطريرك الراعي بالأمس حول وحدة الموقف المسيحي، وتحديداً بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، تعود إلى نتائج الجولات التي قام بها موفدوه ولا سيما المطران أنطوان أبي نجم على القيادات المسيحية، والتي ركَّز آخرها، قبيل زيارة البطريرك إلى حاضرة الفاتيكان وفرنسا، على أهمية تزويده بمواقف القوى المسيحية الأساسية لينقلها بدوره إلى المسؤولين في الكرسي الرسولي وخاصة إلى الرئيس الفرنسي”.

وتكشف المصادر ذاتها، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أن “هذا ما أبلغه بوضوح موفد بكركي المطران أبي نجم لكل القيادات المسيحية التي التقاها، وتولَّت كل قيادة إبلاغ أبي نجم بموقفها الواضح حيال ترشيح فرنجية. والنتيجة التي باتت معروفة هي التقاء القوى المسيحية الثلاث الأبرز، (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية)، على رفض هذا الترشيح والدعوة إلى التوافق على اسم آخر يتمتع بحدٍّ أدنى من المواصفات السيادية والإصلاحية”. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: خاص ـ بكركي راضية… “الكرة في ملعب الآخرين”

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل