التمديد لـ”اليونيفيل” في جولة أخيرة اليوم.. وهوكشتاين يختتم الموسم السياحي بالسياسة  

حجم الخط

يُختَتم الموسم السياحي مع وصول وفد خارجي يحمل الملفات السياسية الدسمة بدلاً من الدولارات التي جنتها المحلات التجارية من السياح.

ملفان أساسيان يتصدران المشهد السياسي اللبناني، الأول يكمن في فشل مجلس الأمن ليل أمس الأربعاء في الموافقة على قرار يمدد ولاية عمل الـ”يونيفيل” في جنوب لبنان عاماً إضافياً. وقرر العودة الى مناقشة الموضوع اليوم وهو الأخير في عمل الـ”يونيفيل” التي ينتهي تفويضها في نهاية الشهر الحالي. أما الثاني، يأتي ضمن محادثات كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في بيروت الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين. وسيعمل هوكشتاين على عدد من الملفات منها العمل على تهدئة التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، والنفط والغاز.

بالعودة إلى ملف الـ”يونيفيل”، ووفقاً للمعلومات التي تواترت من نيويورك والتي حصلت عليها “نداء الوطن”، كان التركيز في أروقة مجلس الأمن على الفقرة التي وردت في قرار المجلس العام الماضي في ما خص الـ”اليونيفيل”، وتنص على الآتي: “يعيد التأكيد أن القوة الموقتة أي الـ”يونيفيل” بموجب الاتفاق المتعلّق بمركز قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان المبرم بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج الى ترخيص أو إذن مسبق للاضطلاع بالمهمات الموكلة اليها، وأنه مأذون لها بالاضطلاع بعملياتها بصورة مستقلة”. وهنا جرت محاولة إدخال تعديل على هذه الفقرة، عبر المندوب الفرنسي، بحكم أنّ فرنسا “حاملة قلم الصياغة Pen Holder”، في مجلس الأمن، بدورته الحالية. وقضى التعديل الذي اقترحه الجانب اللبناني بإضافة عبارة “مع استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية”. وأدت هذه الاضافة الى الانقسام في مجلس الأمن حول التمديد للـ”يونيفيل”، إذ أيّد التعديل مندوبو روسيا والصين والبرازيل، بينما عارضه مندوبو الولايات المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة وبريطانيا.

وواكبت هذا الانقسام، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فقالت إن رفض “الحزب” تفويض الـ”يونيفيل” هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أنّ “الحزب” مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران. واشارت الى أنّ استقلالية الـ”يونيفيل” وحريّة حركتها، هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها.

أما في ما خص ملف هوكشتاين وزيارته السياحية ـ السياسية إلى لبنان، هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فيّاض.

أما بحسب معلومات موقع القوات اللبنانية، فإن الدبلوماسي الأميركي هوكشتاين الذي لعب دوراً محورياً في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والذي اتاح إطلاق التنقيب عن النفط والغاز في البلدين، يبدو اليوم، يحمل في جعبته، ملف الترسيم برّا، بين الجانبين.

فالمهمة هذه، مهمّة جداً بالنسبة الى واشنطن، ليس فقط لأنها ستعزز الأمن على الحدود الجنوبية، بما يسمح بتنقيبٍ هادئ في البحر ويقطع الطريق على اي تشويش عليه من قِبل “الحزب” اذا طلبت ايران منه ذلك، بل ايضا لأنها تسحب من يد “الحزب” ذريعة قوية يستخدمها لتبرير إبقائه سلاحه في يده، تتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ففي حال نجحت الوساطة الاميركية في ايجاد حل بـ”الدبلوماسية” لهذه المسألة، وانسحب الاسرائيليون من المناطق اللبنانية التي يحتلوها جنوبا، فإن هذا التطور، سيُضعف موقف “الحزب” وحجته. ففي البحر، تتابع المصادر، وافق “الحزب” على اتفاقٍ لترسيم الحدود، وهو لا ينفك يؤكد على دوره الاساسي في التوصل الى هذا الاتفاق، ما يعني أنه راض عنه ولن يعكّره. اما في البر، فيقول إن سلاحه هو لانجاز التحرير.. فماذا لو أُنجز هذا التحرير عبر قنوات أخرى وسلميّاً؟

ومن خلال في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، من عين التينة الى السراي وصولاً الى قيادة الجيش ووزارة الطاقة، جسّ هوكشتاين النبض حيال هذا الموضوع، مستمعاً الى وجهة نظر الجانب اللبناني من الترسيم برا. صحيح ان هناك تحفظا لدى بيروت على كلمة “الترسيم” على اعتبار ان الحدود مرسمة، غير ان ما يتوخاه هوكشتاين هو إيجاد حلّ للنقاط المتنازع عليها وعلى هويتها، بين لبنان واسرائيل. وقد أقرّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بوجود نقاط خلافية، إذ اشار منذ ايام الى ان الترسيم البرّي “هو الحلّ لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية، وهو لا يعني تطبيعاً”، مضيفاً أن هنالك “13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، 7 منها هناك اتفاق عليها، و6 تشكّل مادّة خلاف”.

وفي الموازاة، أفادت مصادر مطلعة “النهار” بأن هوكشتاين أجرى عملياً جولة أفق شاملة مع كل من بري وميقاتي وان الطابع الغالب على زيارته يبدو متصلاً بملف النفط ومعاينة عملية التنقيب. وتطرق هوكشتاين الى ملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بشكل عام من دون طرح تفصيلي اذ شدد على ضرورة التوصل الى حل لنقاط التوتر على الحدود ووجوب الحفاظ على الهدؤ والاستقرار ولكنه لم يتجاوز ذلك الى الأبعد.

وأبلغ هوكشتاين من التقاهم حرص واشنطن على استمرار الهدوء في الجنوب ومواكبة عملية الترسيم البحري من الالف الى الياء وان مهمته المفتوحة ولم تنته عند الانتهاء من ترسيم البحر مؤكداً ان الرعاية الاميركية ستتواصل الى مرحلة الاستخراج.

وفي المعلومات ان بري ناقش جملة من النقاط على شكل سلة في ملف تثبيت الحدود مع اسرائيل تبدأ من نقطة b1 في الناقورة وصولا الى شمال بلدة الغجر السورية. وأبلغ هوكشتاين ان النقاط المتنازع عليها 13 وليست 7 على ان يتم تثبيتها وفق “الحدود الاصلية” وليس على اساس الخط الأزرق.

في الموازاة، حرص هوكشتاين على إضفاء نكهة خاصة على زيارته تمثلت بظهوره مع السفيرة دوروثي شيا في مقهى بحري في بيروت وزيارة المعالم الأثرية في بعلبك.

وبدت هذه النشاطات الخاصة كأنها مرتبطة بطبيعة المهمة الموكلة الى هوكشتاين. فوفقاً لموقع “أكسيوس” الأميركي، “قال مصدر أميركي مطلع إن هوكشتاين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل”.  كما قال مسؤولون إسرائيليون “إنّ بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن في الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، التقيا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في نيويورك أول من أمس الثلاثاء وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.

هوكشتاين يجس النبض حيال الترسيم: حجر يصيب “الحزب”

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل