ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع الوزير السابق ريشار قيومجيان
سر
*سر سياسي من ريشار قيومجيان
أحد السفراء العرب أخبرني كل قصة تمويل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل الكهرباء في لبنان وإنشاء 3 محطات توليد مع المرافق المكملة لها بتمويل من الصندوق العام 2012.
لو حدث ذلك وسلكنا بالمشروع كانت حُلَّت قصة الكهرباء إذ كان هناك قرض ميسَّر على 20 سنة، وأباح لي بالسر أن سموّ أمير دولة الكويت طالب بحل معضلة الكهرباء في لبنان، وقال: “أنا جاهز للتمويل”، ويومها وافق الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي لكن وزير الطاقة لم يوافق. ولا شك أن الصندوق العربي كان لديه شروطه بالحد الأدنى، كالمشاركة بإعداد دفتر الشروط والإشراف على المناقصات وعلى عملية التنفيذ، غير أن الوزير كان يريد أن يرسلوا المال وهو يتصرف به. ويومها توقف مشروع الكهرباء.
ملف رئاسة الجمهورية
*كيف يقرأ ريشار قيومجيان جولة سفراء اللجنة الخماسية؟ هل يمكن خرق الجمود الرئاسي؟
لا يبدو أن ثمة أي خرق للجمود الرئاسي، علماً أن سفراء الخماسية مشكورون لمحاولتهم تخليص لبنان من أزمته الرئاسية، وهم يحاولون الوصول الى آلية معينة إذ باتوا يعون أن مرحلة البحث عن مواصفات الرئيس انتهت وواضحة ويبحثون الآن عن آلية للانتخاب.
بالنسبة إلينا الآلية واحدة من اثنتين: إما الضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري لفتح أبواب المجلس ليصار إلى عملية انتخاب طبيعية مع دورات متتالية ويلتزم كل الأفرقاء بعدم تعطيل الجلسة عبر فقدان النصاب، أو يصار إلى توافق عبر طرح اسم ينال توافق الجميع.
*ماذا لو استطاع محور الممانعة إقناع السفراء بالمقايضة بين تطبيق القرار 1701 ورئاسة الجمهورية؟
أقنعَ أو لم يُقنع، نحن هنا، وفي النهاية هناك نواب في المجلس النيابي لمنع هذه العملية، واستطعنا حتى الآن منع انتخاب مرشح من 8 آذار، ومقايضة كهذه غير مطروحة لدى دول اللجنة الخماسية. ولماذا يعطى ح.ز.ب.ا.ل.ل.ه مكافأة؟ هل بسبب تعطيله الانتخابات أم بسبب وضع يده على الدولة؟
نحن موجودون ولن نسمح للحزب، ولن نمكنّه من انتخاب رئيس موالٍ له، ولا خطف القرار الاستراتيجي، وهذه أمور مبدئية سنقانل من أجلها. ومستمرون بمواجهة الحزب. فضلاً عن أن دول اللجنة الخماسية لا تبدو مهتمة بإرضاء الحزب، فمشروعه الإيراني بات واضحاً ولا أحد جاهز لمكافأة إيران والحزب.
الحرب في الجنوب
*هل من تخوف لتفلت الأمور في الجنوب خصوصاً أن المنطقة على فوهة بركان، وإسرائيل تهدد بتدمير لبنان، و”الحزب” يرفض الانسحاب من جنوب الليطاني؟
الخوف موجود وكبير جداً والتصاريح الإسرائيلية كافية سواء كانت للتهديد أو للتهويل أو للوصول إلى تسوية سياسية، والمنطقة كلها على فوهة بركان وبرميل بارود، ولبنان معرَّض، ولهذا طالبنا منذ اللحظة الأولى باستلام الجيش المنطقة وتطبيق القرار 1701 بغية تجنيب لبنان الانزلاق إلى الحرب.
نحن نرى أن فتح جبهة الجنوب لم يفد غزة بشيء إطلاقا إنما يضرّ لبنان. ومن هنا نحن مع تسلّم الجيش لينأى لبنان بنفسه، وما يفعله الحزب أسمِّيه “التزام رفع العتب بوحدة الساحات”، لأنه لم يتدخل فعلياً بحرب غزة وفتحَ جبهة الجنوب وفق قواعد اشتباك ولم تستفد غزة بشيء. نحن أبدينا ونبدي تضامننا مع الشعب الفلسطيني لكن لماذا يُطلب من لبنان إعطاء كثر مما يستطيع؟
*هل من رغبة دولية فعلية لإجبار “الحزب” على تطبيق القرار 1701 أم مراوحات لمجرد التجييش الإعلامي؟
هناك مطالبة دولية بتطبيق القرار، لكن ليس من دولة مستعدة لإجراء حرب لتجبر الحزب على الانسحاب من جنوب الليطاني، ومن هنا على الحكومة المسؤولية لتطلب من الحزب الانسحاب وأن يعي الأخير مخاطر وجوده هناك، فيما الجيش اللبناني مع قوات اليونيفيل قادر بما يمتلك من شرعية ودعم الانتشار وفرض الاستقرار.
حجة الحزب برغبة إسرائيل بالهجوم على لبنان تسقط أمام الوقائع، إذ منذ العام 2006 كانت الجبهة مستقرة وتم إجراء ترسيم بحري مع “العدو” الإسرائيلي، بينما قوة الجيش اللبناني معنوية وكبيرة وكل الشعب خلفه، فهل منع وجود الحزب في الجنوب الطائرات الإسرائيلية من خرق الأجواء؟
*كيف تقيّمون أداء الحكومة تجاه هذا الملف؟
سيِّئ، إذ كان عليها أخذ موقف والقول للحزب إنها تريد فرض سيادتها على الجنوب، لكنها للأسف ذهبت أبعد وربط رئيسها وقف العمليات بالجنوب بوقفها في غزة.
الهجوم على بكركي
*كيف تقرأ الهجوم الذي يتعرض له البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي؟ هل هذا يعتبر أسلوباً لمنع رفع الصوت؟
“ما حدا فيه يمنع حدا”، وعلّة وجود لبنان الحرية، وبكركي بأساس الكيان اللبناني وبأساس هذه الحرية، ونحن منذ 1500 سنة نمارس حريتنا في هذه البقعة من العالم على الرغم من كل التحديات والمآسي التي مرَّت علينا، ولن يتمكن بعض الذباب الإلكتروني من جعلنا نتراجع عن التمسك بحريتنا وسيادة لبنان والمبادئ الأساسية.
ليهينوا بقدر ما يريدون، إساءاتهم مرفوضة طبعاً، لكن بكركي صامدة وشعبها صامد معها ورياح العالم لن تقوى علينا.
اقرأ ايضاً: خاص “Call 2 Face” ـ زهرا: باسيل خارج المشهد و”الحزب” لا يملك الرئاسة ليقايض بها