لا تزال جبهة جنوب لبنان تشهد وضعًا معقدًا ومتغيرًا بسبب عدة عوامل سياسية وأمنية. إذ منذ عقود، كانت المنطقة الجنوبية للبنان محورًا للصراعات والتوترات، خاصة مع إسرائيل. وأحد أهم العوامل التي تؤثر على الجبهة الجنوبية للبنان هو الوجود العسكري لـ”الحز.ب”، الذي يعتبر لاعبًا شريكاً في المنطقة اذ أنه يمثل الذراع الأقوى لإيران في الشرق الأوسط. ويمارس الحز.ب تأثيرًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا في جنوب لبنان، وهو جزء لا يتجزأ من السياسة اللبنانية والدينماكية الإقليمية. وفي أطار استمرار الحرب جنوبي لبنان لا تزال الجهود الدبلوماسية وخاصة الفرنسية تصب في هدف إبعاد لبنان عن الصراع في الشرق وتفادي “إشتعال الجبهات”
في هذا السياق، لم يساعد ضيق الوقت الذي كانت تحتمه الزيارة الأولى السريعة لوزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه إلى بيروت أمس في توضيح الطروحات والمواقف والاتجاهات التي نقلها. ومع ذلك، تؤكد المعلومات المتاحة عن زيارته ما أورده “النهار” أمس بأن “مهمته اللبنانية تركزت على أمرين أساسيين: وقف المواجهات في الجنوب وتأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. ويتميز العامل الثاني بأهمية خاصة، حيث تنحصر جولة الوزير الفرنسي في هذين الأمرين بينما كان الموفدون الآخرون، عادةً، يركزون في جولاتهم على تحذيرات من خطر انزلاق لبنان إلى حرب واسعة فقط.
واكدت المصادر الفرنسية ان وزير الخارجية الفرنسية لم يحمل معه اي مقترح من تل ابيب التي زارها قبل زيارته الى بيروت، وذلك ضمن الجولة التي يقوم بها على عدد من دول المنطقة في سياق المساعي التي تبذلها باريس من اجل منع التصعيد على الحدود الجنوبية وخفض حدة التوتر. وكشفت ان سيجورنيه شدد على اهمية البحث عن الحلول والمخارج التي تقي لبنان الانزلاق إلى توسيع نطاق الحرب، وتخفف حدة التوتر انطلاقاً من التطبيق الكامل لمندرجات القرار الدولي 1701 الذي يشمل الإطار الصحيح للحل، وانتفاء الحاجة لخلق اي اطار جديد. ونفت المصادر ما تم التداول به عن ان وزير الخارجية الفرنسية نقل رسائل تهديد من إسرائيل، مؤكدة ان هذا ليس دور فرنسا وهي ليست في صدد حمل هكذا نوع من الرسائل في الوقت الذي يثابر فيه المسؤولون الاسرائيليون على توجيه التهديدات اليومية في شكل علني، مشيرة إلى ان اهداف زيارة سيجورنيه تنطوي على استطلاع الموقف اللبناني بعد استطلاع الموقف الاسرائيلي، نافية ان يكون قد حمل اي مقترحات عملية بعد، بل ان المحادثات لا تزال في اطار جس النبض على طرفي الحدود.
اقرأ أيضاً: تطبيق الـ1701 وانسحاب “الحز.ب” على رأس اهتمامات اللجنة الخماسية