.jpg)
طورت إيران صناعة الطائرات بدون طيار بشكل ملحوظ، وقد بدأت في تصدير هذه الطائرات وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى عدة دول في أربع قارات، بالإضافة إلى عدة ميليشيات وكيلة في الشرق الأوسط. الطائرات بدون طيار التي تنتجها إيران تشمل أنواعًا مختلفة تُستخدم لأغراض مثل الاستطلاع، المراقبة وحتى لأدوار هجومية. بعض هذه الطائرات تُشغل بواسطة الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، الذي يُعتقد أيضًا أنه يزود النظم والمهارات اللازمة لتصنيع هذه الطائرات لوكلائه الإقليميين.
تم تنفيذ بحث تعاوني بين أكاديميين في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وأستراليا، وجامعة إيرانية ترتبط بالسلطات في طهران، حول الطائرات بدون طيار. يُعتبر هذا البحث بالغ الأهمية نظرًا لتطبيقاته المحتملة في المجال العسكري، خاصةً أن الطائرات بدون طيار الإيرانية شاركت في عدد من الهجمات في مناطق النزاع مثل أوكرانيا والشرق الأوسط. البحث نُشر العام الماضي من قبل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، ودرس استخدام هذه الطائرات في الشبكات اللاسلكية وكمراكز اتصالات. لم يُشر التقرير إلى أن هذا البحث يخالف العقوبات أو ينتهك القوانين (العقوبات على ايران).
بدوره، أفاد كونور هيلي مدير الأبحاث الحكومية في IPVM، وهي مطبوعة أميركية تركز على التكنولوجيا الأمنية، بأن هناك آثار مباشرة للتكنولوجيا المقدمة في هذه الورقة للاستخدام العسكري، لافتاً إلى أنها تشمل القدرة على إنشاء قنوات اتصال جديدة عندما ينشر الخصم أجهزة التشويش، وهو أمر له صلة مباشرة بحرب الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، وفق قوله.
بينما أشار روبرت تشولدا، أستاذ الدراسات الدولية والسياسية بجامعة لودز في بولندا، إلى أن البحث من المحتمل أن يكون “خطيرا للغاية”.
وقال: “ليس من الجيد أن تشارك أي جامعة في هذه المشاريع، فأي نظام يتعلق بالاتصالات أو الإشارات المتكررة يمكن أن يكون له تطبيق عسكري بسهولة”.
وشارك في تأليف الدراسة باحثون من جامعة ساوثامبتون، وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، وجامعة هيوستن، وجامعة شريف للتكنولوجيا في طهران.
ومن بين وكالات التمويل المدرجة في الدراسة المنشورة مجالس الأبحاث المدعومة من الحكومة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا.
يذكر أن “جامعة شريف” تخضع لعقوبات مالية يفرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على مسؤول كبير يعمل في المؤسسة.
كما أن السرعة التي طورت بها إيران برنامج الطائرات بدون طيار ترجع جزئيا إلى الدعم البحثي الذي قدمه شريف، وفقا لتقرير صادر عن معهد واشنطن ومقره الولايات المتحدة.
الناتو: روسيا تحصل على صواريخ من كوريا الشمالية وتكنولوجيا المسيرات من إيران
وجاء في التقرير أن مدى ودقة الطائرات بدون طيار التي تصنعها إيران تم تحقيقها من خلال تزويدها بـ “أجهزة ملاحة جيروسكوبية طورتها جامعة شريف”.
أما الطائرات بدون طيار المصنوعة في ايران، فباتت منتشرة في كل مكان في ساحات القتال على مدى السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى تغيير طبيعة الحروب في أكثرها.
ومن المعروف أن ايران مسؤولة عن هجمات في أوكرانيا وسوريا والعراق وضد الشحن في البحر الأحمر.
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت الحكومات في جميع أنحاء العالم مبادرات لمنع أو إعاقة التعاون الأكاديمي الدولي الذي قد يساعد في تعزيز البرنامج في ايران، بينها المملكة المتحدة التي فتحت تحقيقا في مزاعم بأن عددا من جامعاتها تعاونت مع نظيراتها الإيرانية في أبحاث الطائرات بدون طيار.
ولم يتم تحديد أي جامعات عندما تم الإعلان عن التحقيق.
خبراء في ايران يدربون سوريين على تشغيل المسيرات في حرب أوكرانيا
أيضاً كندا، ففي كانون الثاني، كشفت الحكومة الكندية عن قيود جديدة على تمويل الأبحاث، لمنع تبادل التقنيات التي تعتبر مهمة للأمن القومي.
وكانت الطائرات بدون طيار من بين التقنيات التي أدرجتها الحكومة على أنها حساسة وكانت جامعة شريف من بين المؤسسات التي قالت الحكومة إنها تعتقد أنها تشكل مخاطر على الأمن القومي.
اقرأ أيضاً: روسيا تطور قدراتها.. بيان “غامض” وخطر داهم من الفضاء