خاص ـ إشكال في البيئة الحاضنة عبر “تيك توك”

حجم الخط

البيئة الحاضنة

أثيرت ضجة داخل البيئة الحاضنة حول حفل غنائي لأحد الفنانين الصاعدين حديثاً والذي يتمتع بشهرة كبيرة عبر تطبيق “تيك نوك”، إذ أن أغاني الفنان الصاعد حققت مشاهدات بالملايين ما جعل منظمو ومتعهدو الحفلات يتعاقدون معه من اجل إحياء حفل غنائي في بيروت وجذب آلاف المواطنين الذين هبّوا لحضور الحفل ومشاهدة الفنان الصاعد عن قرب لكن الحفل أتى بنقمة كبيرة على البيئة الحاضنة.

لكن الحفل أحدث جدلاً واسعاً في أوساط الجنوبيين الذين اعتبروا أن الحفل أتى تزامناً مع حدث أليم حدث في الجنوب، وكان الاجدى عدم احياء الحفل في هذا التوقيت الذي يُفضل أن يكون وقتاً للتضامن والتكاتف، لكن البعض اعتبر أن لبنان يحب الحياة، ومثل هكذا حفلات تنسي اللبنانيين همومهم وتنتشلهم من الكآبة التي وضعوا فيها نتيجة الهموم المعيشية والتوترات الحاصلة في الجنوب.

لكن الامتعاض لم يتوقف عند هذا الحد، وتجاوز المعقول، وللمفارقة، فضح الحفل ادعاءات “التيكتوكرز” الذي ينتمون إلى فريق سياسي يؤيد ما يحصل في الجنوب ويدعم الجهة التي تخوض المواجهات مع إسرائيل، بحيث أن معظم الذين حضروا إلى الحفل، هم من الفريق ذاته الذي يقيّم اللبنانيين ويمتحنهم بوطنيتهم ويخونهم كل يوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعطي شهادات بالانتماء للبنان.

ووقع الخلاف بين أبناء البيئة الواحدة، وانتشرت مقاطع الفيديوهات التي تنتقد كل من حضر الحفل، حتى وصل الامر بتوجيه اتهامات للفنان الصاعد الذي يحمل جنسية غير لبنانية، وتوالت التعليقات السلبية من شتم وتخوين ومس بالكرامات وانقسمت البيئة الحاضنة على بعضها.

وكالعادة توالت مقاطع الفيديو عبر “تيك توك” وغص بمقاطع الاعتذارات من قبل الذي حضروا الحفل وهم من أبناء الجنوب وينتمون إلى تلك البيئة الحاضنة طالبين من بيئتهم السماح، واعتذروا بحسب قولهم بأنهم اخطأوا بحضور الحفل في وقت يمر فيه الجنوب بظروف عصيبة.

يذكر أن الحفل كان ناجحاً، إذ انه الحفل الأول للفنان الصاعد، وهو الاحتكاك الأول بين الفنان ومحبيه، وحقق أرباحاً طائلة للمنظمين الذين استغلوا الوقت المناسب والتوقيت الذهبي للتعاقد مع فنان بات يشكل رقماً صعباً في المعادلة الفنيّة، من حيث نوعية الفن والاغاني التي يقدمها للجمهور والتي تحصد ملايين المشاهدات، لكن الحفل أتى مضراً بالبيئة الحاضنة التي نسيت الجنوب وانقضت على نفسها.

اقرأ أيضاً:

خاص ـ عملية صفد.. والضياع في البيئة الحاضنة

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل