يوسف دياب ـ الشرق الأوسط
تعرضت دورية تابعة لكتيبة اليونيفيل الإندونيسية للهجوم في الضاحية الجنوبية، بالقرب من منطقة “حيّ السلم” المجاورة لمطار رفيق الحريري الدولي. وتشير معلومات “الشرق الأوسط” إلى أن الدورية دخلت الضاحية الجنوبية عن غير قصد، وقد تم اقتيادها إلى مقر اللجنة الأمنية التابعة لـ”الحزب”، حيث خضع أفرادها للتحقيق والتفتيش. تدخل الجيش اللبناني لاحقاً ونقل أفراد الدورية إلى أحد مقراته في المنطقة. وفقاً لمصدر أمني لبناني، كانت الدورية تستخدم خرائط “غوغل” للتوجه من الجنوب إلى بيروت، لكنها اتخذت طريقاً مختصراً عبر الضاحية بسبب الازدحام المروري.
وأعلنت كانديس آرديل، نائبة مدير مكتب “اليونيفيل” الإعلامي، أن “آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجيستية روتينية إلى بيروت، الليلة الماضية (ليل الخميس)، انتهى بها الأمر أن وصلت إلى طريق غير مخطط لها”، لافتة إلى أنه “جرى إيقاف السيارة واحتجاز حفظة السلام من قبل أفراد محليين، وأُطْلِقَ سراحهم في ما بعد”.
وقالت آرديل: “بالإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات (اليونيفيل)، يتمتع حفظة السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجيستية، وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ القرار 1701”.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان الاعتداءات التي طالت القوات الدولية في السنتين الأخيرتين، والتي ألحقت إصابات بأفراد منها، كان آخرها مقتل الجندي الآيرلندي شون روني (23 عاماً)، وإصابة رفاقه الثلاثة بجروح خطيرة في منطقة العاقبية (جنوب لبنان)، وأدت إلى توتير العلاقة مع “اليونيفيل”، حيث جرى توقيف شخص واحد من المتورطين بالحادثة، ثم أطلق بعد سنة من توقيفه.
وعلّق مصدر أمني لبناني على حادثة حيّ السلم في الضاحية الجنوبية، جازماً بأن “الدورية دخلت الضاحية الجنوبية عن طريق الخطأ”. وأوضح لـ”الشرق الأوسط” أن الجيش اللبناني “تدخل سريعاً، واصطحب الدورية التي احتجزها مدنيون إلى مركز تابع لمخابرات الجيش، قبل أن تعود إلى مقرّ عملها في الجنوب”، مشيراً إلى أن الدورية “انتقلت إلى بيروت من ضمن مهمّة إدارية وليس هناك أي بُعد أمني، خصوصاً أن تحركات القوات الدولية، سواء في نطاق عملها في الجنوب، أو خلال تنقلاتها خارج هذه المنطقة، تبقى على تنسيق دائم من الجيش اللبناني”.
ودائماً ما تسارع قوات حفظ السلام إلى توضيح أسباب وجودها في أي منطقة يقع فيها إشكال مع مدنيين أو حزبيين، وتجري قيادتها اتصالات بالجيش اللبناني، خصوصاً أن العمل مع الأخير يأتي في سياق مهمّة مشتركة، وتنفيذاً لمندرجات القرار 1701.
مصدر مقرب من “اليونيفيل”: ندرك حساسية الوضع
وجزم مصدر مقرّب جداً من قوات “اليونيفيل”، بأن “دخول الدورية إلى الضاحية الجنوبية حصل عن طريق الخطأ، لكون منطقة حيّ السلّم قريبة جداً من مطار بيروت”. وأكد لـ”الشرق الأوسط”، أنه “لا يمكن أن تكون العملية مقصودة، خصوصاً أن دوريات (اليونيفيل) تأخذ احتياطاتها في الجنوب، وتحاول تلافي الخطأ، ولا يعقل أن تتعمّد دخول الضاحية الجنوبية لدوافع أمنية”.
وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن دوريات الأمم المتحدة في مناطق الجنوب باتت محدودة جداً ومعقّدة، في ظلّ التدهور الأمني وارتفاع وتيرة العمليات العسكرية ما بين “الحزب” وإسرائيل. وقال: “تعرف قيادة “اليونيفيل” ووحداتها من كلّ الجنسيات، حساسيّة الوضع بالنسبة للناس في هذه المرحلة، وتقدّر الأمور بمسؤولية كبيرة”.
وتمنى المصدر المقرب من “اليونيفيل” أن “لا تتكرر مثل هذه الحوادث، وألا يكون العناصر الدوليون الموجودون في الجنوب، ويتحمّلون المخاطر، عرضة للاعتداء والاستهداف”.