نحن هنا في الساحات

حجم الخط

نحن هنا ـ القوات اللبنانية ـ 14 آذار
ماذا يمكن أن نكتب بعد هذا اليوم العظيم، يوم 14 آذار من العام 2005؟ سؤال في غير محله بالتأكيد، فهل انتهى الكلام عن يوم استثنائي، حفر في الوجدان الشعبي الوطني، تاريخًا لا يُمحى في مفكرة النضال اللبناني الصميم؟! كنا هناك، وصرخنا “نحن هنا” مناضلون في الساحات من أجل الحرية والحريات. “نحن هنا” نستأصل اليأس الذي حاول أن يتمكن منّا، فقضينا عليه بالأمل في الساحات.

لكن، هل هي الخيبة التي تجعل ذاكرة اللبناني ضعيفة أحيانًا، الخيبة التي حصدها السياديون من ثورة الأرز، ومن كل ما لحقها من انتفاضات صغيرة، أو “ثورات” بين مزدوجين، إذ ان في العادة ثمرة الثورة دائمًا حرية، وحصدناها مرة بعد 14 آذار وثورة الأرز المجيدة، لكن من بعدها كرّت سبحة الخيبات، ومن بعد الاحتلال السوري دخلنا في احتلال أقسى وأشرس، فأين اختفت اذًا إنجازات ثورة الأرز وأين 14 آذار؟!

“14 آذار مش نهار بل مسيرة ومسار”، تقول القوات اللبنانية في أحد منشوراتها عن الذكرى.

14″آذار هي أول حركة شعبية حديثة تشرّف تاريخنا الحديث لأنها التقاء الشعب اللبناني على القيم الكبيرة وضد الاحتلال السوري”، قال مرّة عميد المناضلين في حزب القوات اللبنانية النائب السابق انطوان زهرا، وأضاف “تبقى القوات اللبنانية روح وقلب حركة 14 اذار، وهذه الحركة الملتزمة بمبادئها وبإرادة شعبية جامعة نادرة، أنهت وبشكل حاسم الاحتلال السوري للبلاد وشكلت الممر الفعلي لبناء الدولة المستقلة. صحيح أن 14 آذار جوبهت وبقوة من القوى الحليفة لسوريا، ولكن على الرغم من ذلك لم تتمكن من القضاء كليًا أو فعليًا على روح وفكر 14 آذار، الذي لا يزال المحرّك الرئيسي للقوى السيادية في لبنان، وفي مقدمتها القوات اللبنانية”.

“نحن هنا”، وليس سهلًا العناد في المقاومة لأجل بناء وطن. هي الروح اذًا التي تحرّكنا، هي الروح النضالية التي تجعلنا نبقى في الصمود مهما كان صعبًا لمجابهة أعداء لبنان، وأعداء الداخل أشد مضاضة من الغريب. مذذاك اليوم المجيد في 14 اذار 2005، واللبنانيّون السياديون يصنعون ثوراتهم اليومية لأجل الدولة والجمهورية القوية وللبقاء في الحرية، و14 آذار تلك روح لا تموت. بالتأكيد سُرقت ثورة الأرز، ولم يكن صعبًا عمل السارق، لأنه وجد من شرّع له الأبواب ليدخل وتمتد أياديه الآثمة الى معجن حريتنا، فاستباح واغتال أبطالًا من ثورة الأرز، ودمّر وفجّر بيروت وسرق الدولة، وجعل من الفاسدين رؤساء وسادة، وصادر قرار الدولة، وعمم ثقافة الدويلة الحاكمة ودستور الموت والتخلف، وخرج للعلن يعلن “العفة”! فعل أكثر وأخطر من ذلك بكثير، وقف تحت أغصان ثورة الأرز، وبدأ وبوحشية نادرة، قطع الاغصان واقتلاع بذور الأرز من جذورها، معلنًا ومستنكرًا أن تكون الأرزة شجرة الرب على أرض لبنان، فبدأ بتشليعها!

من الطبيعي أن يفعل ذلك من لا يؤمن بنهائية هذه الأرض وبكيانها الحرّ، ولا يؤمن حتى باسمها “لبنان”! منهم من يريده ولاية فقيه، ومنهم من يريده سوريا كبرى، ومنهم من يريده المقاطعة الـ 19… ولكن لبنان هو لبنان الرسالة، القيمة الانسانية الكونية المضافة على هذا الشرق برمته، وحتى الغرب، و”نحن هنا”. لا يحب المحتلون الجدد كل تلك التعابير الرومانسية الشاعرية، ونحن لأجل هذه التعابير ذهبنا الى أبعد الحدود، الى الاستشهاد، الى المواجهة والمقاومة والإعاقة والاعتقال والحب الجميل الصافي الفائق، نحن المقاومون لأجل الأرز وثورته، هذه روح 14 آذار ولأجل كل تلك القيم السماوية انطلقت تلك الثورة الفائقة الجمال والحرية، وأثبتنا أننا “نحن هنا”.

من هنا، من ساحة الشهداء، وكل ساحات لبنان، من صوت جبران تويني، من صراخ المناضلين، من ريح الحرية الهادرة باسم الشعب اللبناني الحر، “نحن هنا”، معلنين أننا لا نزال هنا في ساحات الحرية نناضل لأجل الثورة، والثورة روح، والقوات روح والروح لا تموت…كل يوم هو 14 آذار بالنسبة الى السياديين، لا نزال في الساحات وللساحات وجوه متنوعة، ساحتنا النضال لأجل جمهورية قوية، لأجل طرد الاحتلال، أي احتلال، لأجل تطبيق القرارات الدولية وأولها 1701 و1559، هذا وجه واضح من وجوه 14 آذار، خرج الاحتلال السوري يومذاك، لكن وجوهًا كثيرة للاحتلال بقيت، الفساد احتلال، السلاح غير الشرعي اسوأ احتلال، العمالة للغريب التي تحكمنا احتلال، استغلال السلطة والدولة احتلال، افتعال الحروب والموت العبثي احتلال… وها نحن هنا في قلب قلب روح 14 آذار، ليستمر النضال…​

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل