“شحطة قلم” بايدن بديلًا عن قوة “نصرالله”!

حجم الخط

بايدن بديلا عن نصرالله

على الرغم من ظواهر القوة واسلوب الحماسة في كلمة نصرالله في 13 آذار 2024، هناك من رأى عجبًا في تراجع حدة لهجة “الانتصار” وفي خفضٍ ملحوظ للإصبع الذي طالما كان مرفوعا ًبوجه العدو سواء كان إسرائيليًا أو أميركيًا أو كان عربيًا خليجيًا أو حتى شريكًا لبنانيًا، وسرعان ما بطل هذا العجب بعد قراءةٍ للسبب الذي انكشف في ما اوردته الوكالة العالمية للأنباء رويترز من أخبار مؤكدة بالتقاطع بين مصادر موثوقة ولصيقة، باللقاء الذي عقد بين قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قآاني ونصرالله في شباط الماضي والذي رسم خطوط التراجع والانكفاء والاكتفاء، وليثبت خيبة الوكيل من الأصيل وجعله يبحث عن البديل.

“أفادت سبعة مصادر لوكالة “رويترز” بأنّه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة ح في غزة، زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط الماضي لبحث المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “الحزب” بعد ذلك، وهو هجوم قد يلحق ضررًا جسيماً بالشريك الإقليمي الرئيسي لطهران.

وذكرت المصادر أنّ قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية بيروت مع نصر الله، للمرة الثالثة على الأقل منذ هجوم حركة ح. في السابع من تشرين الأول.
وأضافت المصادر أنّ الحديث تحوَّل إلى احتمال أن تشنّ إسرائيل هجومًا شاملاً في لبنان. وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إنّ مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للردّ بقوّة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمّرة على “الحزب”.

وأشارت جميع المصادر إلى أنّه في الاجتماع الذي لم يُعلَن عنه سابقًا، طمأن نصرالله قاآني بأنّه “لا يريد أن تنجر إيران إلى مواجهة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأنّ “الحزب” سيقاتل بمفرده”. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطّلع على المباحثات”.

وأضاف نصرالله في خطابه نتيجة للقائه قآاني: “نقول لنتنياهو حتى لو ذهبت إلى ‎رفح فقد خسرت المواجهة ولا يمكنكم القضاء على حركة ح”. كأن “السيّد” يسلّم هنا بان العدو على طريق السيطرة التامة على الأرض واحتلال غزة بعد أن كان قبل المواجهة البريّة مهددًا متوعدًا بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا تجرأ وأقدم الإسرائيلي على التحرك برًّا ولو بأنملة واحدة. وكأنه أيضًا يعتبر أنه على الرغم من سقوط كل الحجر والكثير من البشر، فإن الانتصارَ ناجزٌ بمجرد بقاء “حركة ح” ولو تحت الأرض والركام والجثث، وهنا يستحضرنا نموذج “نكسة” العام 1967 حيث صدر عن وزير الخارجية السوري البعثي ابراهيم ماخوس قولًا مثيلًا لقول نصرالله: “ليس مهمًا أن يحتل الإسرائيلي دمشق أو حمص أو حلب، فهي مجرد أبنية وأراضٍ يمكن استردادها، المهم أن يبقى حزب البعث أمل الأمة…”

نصرالله في خطابه اعتبر “ان الجيش الإسرائيلي مستنزف ولا يستطيع شنّ مواجهة عسكرية على لبنان”، في حين أن اللقاء مع قآاني في شباط أكد على احتمال كبير “ان تشن اسرائيل هجومًا شاملًا في لبنان”.

قال نصرالله: “نحن مستمرون في جبهات الإسناد”، وتأثير وتأثّر لقائه بقآاني تظهّرا باستمراره بـ”الاسناد” وفق قواعد الاشتباك المضبوطة من طرف “الحزب”، في حين يستمر العدو بخرقها عمقًا جنوبًا وبقاعًا وضاحيةً جنوبية لعدم “الانجرار” في توسعة المواجهات التي قد “تجر” إيران التي تنأى بنفسها عنها “خوفاً” لا عفواً، وتأكيدًا لعدم جدوى مقاومة حركة ح و”جبهات الإسناد” في وقف العدوان عن غزة أو الجنوب اللبناني وخاصة بعد لقاء شباط المذكور إذ يقول نصرالله: “بشحطة قلم يستطيع الرئيس الأميركي جو بايدن أن يوقف العدوان في غزة ولبنان”. هنا أيضًا يقرّ نصرالله أن سلاح الردع الذي يتغنى به وحزبه بوجه العدو لم ولن يمنعه من التمادي في عدوانه وأن الجبهات المفتوحة في غزة والجنوب اللبناني والعراق واليمن وسوريا لم توقف العدوان لا على غزة ولا على لبنان، وطبعًا ونقلًا عن قآاني، ليس لإيران النية ولا القدرة على المساهمة في درء الأخطار والأضرار الناتجة عن استمرار العدوان، وعليه فقد “ولّى” نصرالله وجهه صوب الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن “شريك” و”ممول” إسرائيل، كبديل عن الأصيل ليخط بقلمه “شحطة” توقفُ العدوان وتمنح محور نصرالله وحلفائه الطمأنينة والآمان.

إنها توجيهات “الأصيل” التي عليها سلكت توجهات “الوكيل” وغابت التوجسات عن الشيطان “البديل”، متوسلة “شحطة قلم” توقف العدوان عن غزة وجنوب لبنان… ومن سار على دربٍ رُسمت له وصل الى حيث لا يريد وخير السبيل”.​

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل