باسيل وحقوق المسيحيين.. إيه كيف؟

حجم الخط

جبران باسيل

انطلاقًا من حرصنا على المسيحيين ووحدتهم ومنعتهم ودفاعنا بكل ما أوتينا من قوة عن حقوقهم حقيقة لا ادعاء وتزيفًا وتشويهًا، آلينا على أنفسنا طي صفحات الماضي الأليم التي قسمت المجتمع المسيحي والبيت المسيحي وحتى العائلة المسيحية الى غير رجعة، وقد توجنا ذلك بالمصالحتين الوجدانيتين التاريخيتين مع كل من “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة”.

إن عدم العودة الى الماضي الأليم لن يمنعنا من قول الحقيقة، مقارعين الافتراء والتشويه والتجني ومحاولة الإلغاء حاليًا بالحجة والمساءلة، كما قارعنا الافتراءات في الإلغاء سابقًا باعتمادنا الآلية الدفاعية المنطقية نفسها، تبيانًا لتناقضات المتهِمين المفترين الفاضحة وعلى رأسهم جبران باسيل بـ”ايه كيف”

 

أمام استفاقة جبران باسيل على حقوق المسيحيين بوجه حلفائه الهاضمين لتلك الحقوق، نبدأ بتصريح مؤسس “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون الذي صرّح من مطار بيروت بعد عودته من منفاه الباريسي في 7 أيار 2005: “اذا تكلمت طائفيا فانبذوني”.

إيه كيف!

 

أمام اعتبار باسيل النازحين السوريين  خطرًا وجوديًا على المسيحيين منذ لحظة دخولهم لبنان، مهجرين مطرودين تحت ضربات نظام بشار الأسد في ظل حكومة القمصان السود ذات اللون الواحد في العام 2011، حيث كان لتياره 11 وزيرًا، يُسجل دفاع باسيل عن النظام الذي هجّر هؤلاء كما يُسجل تغطية تياره لقيام الحزب بتهجير القسم الأكبر منهم والأهم وعلى الرغم من استمرار الاستغلال الشعبوي عنصريًا ضد النازحين للنيل من خصومه، لم يحرّك “التيار الحاكم” في الرئاسة والأمن والقضاء والوزارات السيادية المعنية ساكنًا أمام تنامي وتفاقم الأزمة الوجودية.

إيه كيف!

 

أمام اتهام باسيل للحزب والحركة الشيعيين بضرب الشراكة وإقصاء المكون المسيحين يقول ميشال عون في مقابلة مع المنار في 19 حزيران 2014: “انا ونصرالله والحريري نشكل مثلث قوة للبنان”… ويضيف في 10 تشرين الثاني 2014: “إننا والحزب أصبحنا اليوم في مرحلة تكامل الوجود”. جبران باسيل نفسه، تكلم باسمه المرشح المرفوض منه، سليمان فرنجية بعد لقائهما في بنشعي في 25 تشرين الأول 2023، معلنًا التفاهم مع باسيل بنسبة الـ99% كما أكد أننا “لسنا أحرص من الأمين العام للحزب والرئيس نبيه بري على البلد”. كذلك أعلن باسيل  في 23 أيار 2018، أن نبيه برّي “جزء من معادلة الرئيس القوي” ليعود ويقول في صحيفة الجمهورية في 4 آب 2018 مع الصحافي عماد مرمل: “نتشارك وبرّي في خوض معركة مكافحة الفساد”،  ليكشف بعدها في 5 شباط 2019  مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، أن “جبران باسيل يعتبر نصرالله من القديسين”… ليؤكد باسيل ما قاله صفا في 20 حزيران 2021 متوجهًا لنصرالله: “أأتمنك على الحقوق”… فتنكشف حقيقة تلك الحقوق مؤخرًا  “بالتحالف” مع الثنائي الذي ضرب ويضرب الدور المسيحي والمشاركة المسيحية في انتخابات المهندسين والانسجام والتآلف في موضوع التمديد للبلديات كما في اعتماد سردية الحزب وتبني اتهاماته وفبركاته وأضاليله  في قضية باسكال سليمان القواتي المسيحي.

إيه كيف!

 

امام استمرار استهداف باسيل و”التيار الوطني الحر” للمكون السني المتمثل بالحريرية  المتهمة الأولى من التيار وعون وباسيل بالفساد وبضرب الشراكة وبإقصاء المسيحيين عبر السنين،  صرّح جبران باسيل في 16 كانون الأول 2017 بعد زيارته لدارة بهية الحريري في مجدليون: “أزور هذا البيت لأن هيدي إم نادر… إم الكل”، ليلاقيه سعد الحريري في 1 أيار 2018 بقوله: “الصوت التفضيلي في البترون لصديقي جبران باسيل”… بعدها يأسف نائب التيار آلان عون على غياب “حليف باسيل”  نادر الحريري  في 30 حزيران 2018 بقوله لتلفزيون الـ”ام. تي. في”: “نفتقد نادر الحريري ويا ريت بيرجع”… ليشير بعدها سعد الحريري في 20 آذار 2019 الى أن “التسوية مع عون زواج ماروني”.

إيه كيف!

 

أمام حرص باسيل المزعوم على الموقع المسيحي الأول وضرورة تمثيله الشرعي للمكون المسيحي، يقول باسيل متوجهاً للحزب في 27 تموز 2023: “أعطونا سلفًا اللامركزية الواسعة والصندوق الائتماني، وبرنامج بناء الدولة وخذوا منا أكبر تضحية لست سنوات وهي القبول من جهتنا بأي رئيس جمهورية”، وهنا يسلّم الحريص على حقوق المسيحيين بصلاحية الحزب التشريعية والتنفيذية في مجلس النواب والوزراء وقدرته على إعطائه “ما طلب”، مقابل قبوله بأي رئيس يريده الحزب ومحوره ولو كان “غير ممثل” لبيئته المسيحية.

إيه كيف!

 

وأمام اعتزاز باسيل بمسيحيته ومشرقيته ورفضه التنمّر على “التيار الوطني الحر” عبر اتهامه بالذمية وبالتحاقه بالحزب، يقول ميشال عون لصحيفة الدار الكويتية في 27 كانون الأول 2009: “عاشوراء طقس آلام يشبه أسبوع آلام المسيح. ان شهادة الحق والسير في اتجاه تحقيق ذلك، يؤدي الى التضحية بالحياة، هذه التضحية وتلك المسيرة يتشابه فيها الشيعة والمسيحيّون.. إن الإمام الحسين ومسيرة التضحية تخطّت حجم المجموعة، لتصبح رسالة أممية، فيما تخطّت أيضًا رسالة المسيح الحالة القائمة الى المفهوم الأسمى”.

إيه كيف!

 

أمام إصرار باسيل على مبادرته بجمع الأحزاب المسيحية في بكركي والحوار معها واستغرابه عدم حماستها، يقول جبران باسيل في 8 حزيران 2009: “قمنا بخيار سياسي لم يتبعه الناس ولم تفهم نتائجه، سوف يجري كل فريق قراءة لما يحصل ويستخلص العبر اللازمة منه. من الممكن أننا لم نعط العناية الكافية لمعالجة مخاوف الناس”.

إيه كيف!

 

أمام كل ما ورد موثّقًا عن حقيقة ما ادّعي من حرص ودفاع عن المسيحيين وحقوقهم وما يُزعم من عمل على وحدتهم، يقول الكتاب المقدّس في انجيل متى 7:16 “مِن ثِمارِهم تَعرفونهم، هل يَجْتَنُونَ مِنَ الشَوْكِ عِنَباً، أو مِنَ الْحَسَكِ تِيناً”.

إيه كيف!

إقرأ أيصًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل