تواجه القوات اللبنانية منذ 30 عاماً وحتى يومنا هذا تهمًا باطلة مبنيّة على نشر الشائعات والتلفيقات والسيناريوهات الكاذبة، خصوصًا من قِبل قياديي ومناصري التيار الوطني الحرّ. فكيف لهكذا تيار أن يكون من دون مبدأ ولا وطنية ولا تجانس بالمواقف؟ هل يظن القيمون على التيار أن بإمكانهم أن يمحوا ويضللوا ذاكرة شعب خدمةً لمصالحهم الشخصية؟ وهل يظنون أيضًا أن بإمكانهم أن يلمعوا تجاوزات النظام السوري في لبنان وذلك عبر ورقة التفاهم مع “الحزب” أو التحالف في الإنتخابات النيابية مع مرشّحي نظام البعث أو القومي السوري الاجتماعي أو أزلام نظام الأسد في لبنان.
يعتقد التيار الوطني الحرّ أنه قد ينجح في محو ذاكرة المسيحيين خاصةً واللبنانيين عامةً. فالتاريخ لا يعود الى الوراء على القطعة، نستحضر منه ما نريد وما يناسبنا.
فقد أقدم العونيون على “محو” كُتيّب عنوانه “كتاب سوريا الأسود في لبنان – القمع والإرهاب والهمجية المنظمة ضد شعب لبنان” الصادر باللغتين العربية والانكليزية وذلك قُبيل زيارة عون التي كانت مرتقبة الى سوريا.
حين كان العماد ميشال عون في المنفى الباريسي نشر عبر موقع Tayyar.org هذا الكُتيّب، ومما ورد حرفياً فيه: “َنفَت سوريا العماد ميشال عون إلى خارج لبنان وعملت ماكينتها الإعلامية على تشويه صورته وإلصاق التهم به. أما قائد القوات اللبنانية سمير جعجع فقد اعتقل وزجّ به في السجن بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة وإلصاق كل تهم الحرب به من أجل ضرب أي محاولة لمقاومة الاحتلال السوري”.
لكن 2024 ليست 1994، فالنظام الأمني اللبناني – السوري اندثر. سوريا في سوريا ولبنان في لبنان. في قيادة الجيش اليوم العماد جوزيف عون وليس العماد إميل لحود، ومن تبقى من فتات النظام السوري يستجدون مقاعد نيابية من هنا ومواقف بلا طعم ولا لون من هناك.
العماد عون ورئيس التيار جبران باسيل، لا يستعملان إلا الأضاليل بعدما سقطت قضيتهم في دهاليز السخرية وكذبة حقوق المسيحيين واستغباء الناس لتبرير انقلابهما، أما قياديي التيار فأمامهم عدد محدود جدًا من الاحتمالات: إما مضلَّلون أو مضلِّلون، أو مفصولون من “تيارهم” الديمقراطي.
للذاكرة العونية المطعونة بأحلام واهية ومجد باطل وزعامة فانية انتهت، ما بصح إلا الصحيح ولو بعد حين. “القوات عصية على التشهير. القوات صادقة مع اللبنانيين، القوات ثابتة قوية في الدفاع عن لبنان، القوات وفية لقضيتها وقضية شعبها.. لذلك وبكل بساطة، بقيت القوات وبقي لبنان!