باسيل في ممارسته لشعار “احترام إرادة المكون المسيحي”

حجم الخط

بعبدا للمكون المسيحي

لطالما جهد المواطنون والمسؤولون المسيحيون منهم على وجه الخصوص على تحميل كل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” كامل المسؤولية عن الانهيارات والخسارات والهزائم في الساحة المسيحية وبالتساوي، انطلاقًا من الصراع العسكري السابق والسياسي الديمقراطي اللاحق، ولطالما حث هؤلاء طرفي الصراع على اللقاء والالتقاء والارتقاء الى المصالحة لمصلحة المسيحيين ووحدتهم، لخيرهم وتعزيز دورهم وفرض احترام إرادتهم الشعبية في السياسة وخاصة في الرئاسة.

تلبيةً لهذا المطلب المحق في حسن نواياه والمخيّب من “طاعنيه” و”خارقيه” خاضت القوات مفاوضات ولقاءات أدت الى التقاء الطرفين ميشال عون وسمير جعجع في الرابية، توّج بإعلان التزامهما ببنود سيادية عشرة، أُعلنت في 2 حزيران 2015 وكانت منطلقًا وأساسًا لتبني “القوات اللبنانية” ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في 18 كانون الثاني 2016 من معراب، حيث تعهّد المتبنّى ترشيحه بقوله “كل ما أتى على ذكره رئيس القوات (البنود العشرة) لا شك أنه في ضميرنا وكتابنا ولن ننسى ما قاتلنا من أجله في سبيل سيادة هذا الوطن واستمراره ودوامه في التاريخ”، ليقول في اليوم التالي إن “بنود معراب ستكون جزءًا من خطاب القسم”.

غنيّ عن الذكر والتذكير بأن المعيار الذي قضى بتسمية “القوات اللبنانية” للعماد ميشال عون هو احترام إرادة المسيحيين في اختيار الأكثر تمثيلًا لهم يومها في الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية وانطلاقًا من ادعاء هذا المعيار التمثيلي، تمسك “الحزب” وعمل على انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

أمام استعصاء انتخاب رئيس للجمهورية بفعل التعطيل الذي يعتمده الحزب وحلفاؤه من أجل انتخاب سليمان فرنجية، الأقل تمثيلًا في طائفته، على عكس ما ادعى “الحزب” نفسه في تعطيله السابق، وفي إطاره قال جبران باسيل في 24 نيسان 2024: “أقل شيء احترام إرادة المكون المسيحي في الرئاسة واليوم هذا لا يحصل من قبل الحزب، وهم يمارسون نقيض ما فعلوه في العام 2016 حين احترموا هذه الإرادة بانتخاب العماد عون رئيسًا”.

فوفقًا لمعيار “الحزب” 2016 ومعيار باسيل 2016 ـ 2024، ووفقًا للأرقام المسيحية في صناديق الاقتراع النيابية والنقابية والطلابية، تكون “تسمية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية حتمية” بعد أن اعتبر جبران باسيل في 17 كانون الثاني 2017 أن “تسمية رئيس حزب القوات سمير جعجع لرئاسة الجمهورية في المستقبل ممكنة”.

لقد احترمت القوات “إرادة المكون المسيحي” بتبنيها في 18 كانون الثاني 2016 ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مقابل تبنّي هذا الأخير وفريقه “إرادة المكون” نفسه وعبر التاريخ في السيادة والحرية والاستقلال والنأي بالنفس وبسط سلطة الدولة بقواها الشرعية وحدها على كامل الاراضي اللبنانية، حيث لا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني والقوى والاجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية وضبط الحدود ومنع تهريب السلاح والمسلحين والمخدرات على خطين، وهذا ما ورد في البنود العشرة ولاحقًا في خطاب القسم للرئيس المنتخب في 31 تشرين الأول 2016. وهذا ما سهّل وسرّع عملية انتخاب ميشال عون على ما صرّح جبران باسيل في 20 كانون الثاني 2016 عن أن “دعم القوات سيسرّع عملية انتخاب رئيس”.

أما احترام إرادة المكون المسيحي في السياسة ما قبل وبعد الرئاسة، فهو أمر  لم  يحترمه التيار المسيحي على الإطلاق من رمي وارتماء موقع رئاسة الجمهورية في أحضان المصالح “النقيضة” لإرادة المكون المسيحي وأهم تجليات تلك المصالح  تتجسد بقول أمين عام “الحزب” في 16 شباط 2016 عن أن “مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني”، مناقضًا ما قاله رئيس الجمهورية في خطاب قسمه في 31 تشرين الأول 2016 عن أن “لا صوت يعلو على الدستور”، كذلك في رمي وارتماء التيار العوني المسيحي في أحضان مصالح حزب ولاية الفقيه وقراراته النافذة على اللبنانيين في الحرب والسلم والقضاء والأمن والاقتصاد والأدب والاجتماع…

لأن “احترام إرادة المكوّن المسيحي” بـ “المكوّن المسيحي” في المناطق المسيحية يُذكَر، لا بد من العودة الى تاريخ 17 تموز 2010 والى صحيفة السفير التي نقلت يومها عن النائب العماد ميشال عون “دعوته الحزب لاجتياح المناطق المسيحية وفرضه رئيسًا للجمهورية”، وأكد عون معلومات “السفير” بقوله في 20 تموز 2010: “هذا السيناريو لا أنفيه إطلاقًا”.

وابتعادًا عن “احترام  إرادة المكون المسيحي”  في تعبيرها عن الحرية والسيادة والاستقلال وتعلقها بالأمن والاستقرار وسيطرة الدولة بجيشها وقواها الأمنية الرسمية الأخرى على كامل الأراضي اللبنانية وعلى ضبط حدودها أمام موجات النزوح وتهريب السلاح والمسلحين على الخطين والتصاقًا بالحزب الذي اتهمه باسيل بعدم احترامه لتلك الإرادة، يغيب التيار الوطني الحر نهار السبت عن اللقاء الذي سيعقد في معراب، تلبيةً لتداعي القوى المعارضة  ذات الحضور والتمثيل المسيحي الأكبر مع القوى الحرة السيادية من بقية الطوائف، والتي ستبحث تلك الأمور وأهمها ما استجد من أحداث واستهدافات أمنية ـ سياسية معروفة المصدر.

انطلاقًا من أن موضوع البحث مسيحيٌ بامتياز ويخص المسيحيين باحترام إرادتهم وممارسة حريتهم وإيمانهم، لا يسعنا نحن إضافة الى المعنيّين، إلّا أن نلجأ الى ما يقوله السيد المسيح في الكتاب المقدّس وفي انجيل متى 12:7: “كلُّ ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم”.
إقرأ ايضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل