لقاء الأحرار في معراب.. بدأ مشوار الحرية

حجم الخط

لقاء معراب

القوات وحيدة، معزولة، منبوذة، لا حول لها ولا قوة!! يكتب الممانعون، ويسعون بجهد لافت لإقناع أنفسهم وبيئتهم بهذه “الحقيقة” المدمرة لـ”القوات اللبنانية”!! قالوا وقالوا وقالوا وكتبوا الكثير الكثير في لقاء معراب، وما زالوا يكتبون. قالوا في الحقد قصائد ودواوين. كتبوا في التخوين أشعارًا وأشعار، خطّوا على صفحاتهم سطور السخرية والغضب الكبير من لقاء معراب فجعلوه شغلتهن وعملتن على مدى أيام وستدوم بعد لأيام!

طيب، طالما اللقاء كان “فاشلًا” الى هذه الدرجة المروِعة، لماذا تجنّدت حتى اللحظة أقلام الممانعين لتعريته من كل ما حمله من آراء ومقررات، ولماذا سال حبر منشورات “الحزب” فيضانات، في محاولة لتجريد لقاء معراب من أهميته، والأهم من مضمونه الوطني الكبير، وبالتالي لماذا، لماذا هذا الكم الهائل غير الموصوف وغير المسبوق من الحقد والغضب من ذاك الإعلام، إذا صح توصيفه بالإعلام وهو عمليًا أبواق، ومن الذباب الالكتروني للممانعين، وحتى من الممانعين أنفسهم الذين فقدوا السيطرة على أعصابهم؟!

الجواب واضح، أولا لان المكان في معراب، والكلمة تعني ما تعنيه من مقاومة حقيقية لكل ما تمثله تلك الممانعة من احتلال واغتصاب لسلطة الدولة، ولهيمنة الدويلة الإرهابية على جمهورية لبنان. ثانيًا شخص الحكيم بحد ذاته، رجل لا يهاب أحدًا، لا يساوم، يقول الأشياء بأسمائها تمامًا من دون مواربة، واجه الاحتلال السوري بالدم الحي، والآن يواجه الاحتلال الايراني أيضًا بالدم الحي. ثالثًا وربما هنا النقطة الأكثر سخونة، أن تتداعى المعارضة للقاء شكل نقطة الارتكاز للانطلاق بمعارضة أكبر وأشمل في القريب العاجل، لمواجهة احتلال الدويلة، وتسمية الأشياء بأسمائها وإصدار بيان سيكون بمثابة دستور متوافق عليه من السياديين كافة، للانطلاق منه الى المجتمع الدولي والعربي لمواجهة هذا الاحتلال. كل هذه الوقائع جعلت الممانعين في حال من الغليان الشديد، فما وجدوا سبيلًا سوى توجيه السهام المفترضة الى لقاء معراب برمته، عن طريق تسخيفه وتسخيف الحضور المتنوع تحت ذريعة أن جعجع وحيدًا ومعزولًا وما حضر اللقاء الا جحا وأهل بيته!

سعداء نحن، أو لنقل ليس سعداء، لأن الهمّ والخوف على لبنان يجعلنا بعيدين جدًا عن مفهوم السعادة، لكن سعداء نحن صراحة لغضب هؤلاء، لأنه الدليل الأقوى على صوابية ما فعلته المعارضة في لقاء معراب، ولغة التخوين البائدة تلك، والصاق تهم “الصهينة” وما شابه من مفردات من العصر الجاهلي، ما نفعت الممانعين بشيء الا انها أظهرت مدى ضيقهم وخوفهم من اللقاء برمته.

هل يمكن توصيف لقاء معراب بانه “قرنة شهوان” جديدة؟ ممكن إذا أخذنا في الاعتبار أهداف اللقاء. لقاء قرنة شهوان تأسس من شخصيات معارضة للاحتلال السوري برعاية بكركي، لقاء معراب كان لمواجهة سطوة الدويلة من خلال المطالبة الملحة بتنفيذ القرار الدولي 1701، وهذا من حقنا كلبنانيين رازحين تحت سطوة السلاح وانفراد الميليشيا بقرار الحرب والسلم في لبنان.

“لقد بالغ كثر في لبنان في اعتبارات محلية ضيقة ومبسّطة وموغلة في الحساسيات التافهة حيال لقاء معراب بما يتجاوز الدلالة الأهم التي اطلقها بيان معراب، لجهة إعلاء أولوية إعادة الاعتبار للقرار 1701 بعدما كاد كثر داخليًا وخارجيًا يهيلون التراب عليه، مستسلمين لمنطق التسليم لمجريات الحرب، فأن تعلي المعارضة في لبنان صوت التمسك بالشرعيتين اللبنانية والدولية في هذا التوقيت، لا يقل أهمية عن اندفاع الدول الكبرى المنخرطة في جهود وقف الحرب في غزة كما في منع انجراف لبنان الى المصير الجهنمي… ما يعنينا من تحرك مزدوج فرنسي أميركي يتقاطع مع اندفاع المعارضة اللبنانية للمطالبة بتنفيذ الـ1701 … “هذا بعض مما كتبه الصحافي نبيل بو منصف في جريدة النهار عن لقاء معراب، ولعله التوصيف الاكثر واقعية والذي ذهب الى عمق أهداف لقاء معراب، بغض النظر عمن تخلّف عن الحضور، وخصوصًا بعض الشخصيات السيادية، ولكنها تنادي بالطروحات نفسها، الأكيد أن هؤلاء لو تداعت المعارضة من جديد لعقد لقاء مماثل، سيكونون أول الحاضرين، لأن التاريخ سيكتب أن السياديين في لبنان وضعوا حجر الزاوية في بيان، ليس شعرًا ولا هو حبر على ورق، إنما مطالبة حقيقية وعلى أساسها سينطلقون لتنفيذ القرار 1701.

القصة إذن ليست في المكان الذي عقد فيه اللقاء، أي معراب، إذ كان من الممكن أن يكون في أي مكان آخر تتداعى اليه المعارضة، لكن القوات أخذت المبادرة ووافق على الحضور من وافق وتخلّف من تخلّف، لكن الأكيد أن النقاشات كانت جدية جدًا، وتجلّت في صياغة بيان معراب الذي تولاه النواب جورج عدوان ووضاح صادق ومحمود الناطور ومروان حماده، إضافة للصحافيين أحمد عياش وعلي حمادة، بيان أعاد النبض للمعارضة المتعطشة للحركة وللمواجهة الفعلية، فبدا اللقاء والبيان وكأنه إعادة نبض لقوى 14 آذار كخطوة أولى، ولإنتاج لقاء أوسع لاحقًا.

“المشاركون اعتبروا لقاء معراب تمهيدًا للقاءات مقبلة، ونقطة تحول للمعارضة وستتوسع الى قوى أوسع، ومشهدية القوى المسيحية الموحدة مهمة جدًا ووجود شخصيات من الطوائف كافة، أعطاها البعد الوطني، وهي خطوة أولى باتجاه معارضة أوسع لأن ما عاد لدينا الوقت الكافي ليلتم شمل الجميع، الوقت داهم والخطر الكياني كبير ونحتاج لخطوة أولى، والبيان الختامي وضع آلية محددة هي بمثابة خارطة طريق للخروج من الحرب، ويؤسس لمرحلة من المواجهة السياسية الجديدة في وجه الممانعة” قال الاعلامي طوني بولس.

“الخاسرون هم الذين لم يشاركوا في لقاء معراب، لانهم شعروا أنهم من خارج سياق المواجهة لأجل سيادة وكرامة لبنان”، كتب أحد الاعلامين المشاركين في لقاء معراب. والأكيد أن من كان سياديًا ورفض المشاركة، أفرح قلب “الحزب” ومشغلته إيران، لكن سقط من حساب “الحزب” وإيران والممانعين كافة، أن لقاء قرنة شهوان أسس لجلاء الاحتلال السوري عن لبنان بعدما تحول الى ثورة الأرز العظيمة، ولقاء معراب سيكون حجر الزاوية لثورة أرز جديدة ستخرج الاحتلال الإيراني من لبنان، وسيعود الجنوب الى لبنان، وسينتشر الجيش اللبناني ومن يعش سيرى، ومن لم يشارك في صياغة السيادة والحرية للبنان وحدهم الخاسرون والنادمون، و”القوات اللبنانية” وكل تلك الشخصيات السيادية المقاومة الشجاعة، التي التقت على الخوف على مصير لبنان وأخذت من معراب، وربما غدًا من مكان آخر، قرار المواجهة الشجاعة، فقط لهؤلاء يكتب الوطن تاريخه الحر بأصوات الأحرار.​

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل