بالوقائع: لبنانية “حزب” حجازي تتلاشى تحت صورة “أسده”

حجم الخط

الحزب - بعث اشتراكي سوري

غالبًا ما تتلبس الأنظمة والأحزاب الديكتاتورية والشمولية سواء كانت عقائدية علمانية لا طائفية أو دينية الهية – مثال الحزب العربي الاشتراكي في كل من سوريا ولبنان و”الحزب” في فرعه اللبناني ـ شعارات سامية راقية ومصطلحات متقدمة متطورة وعصرية، وغالبًا إن لم نقل دائمًا، ما تسقط الشعارات والمصطلحات والمبادئ في الممارسة وأمام الوقائع والواقع المناقض لها أو المختلط والمتآلف مع نقائضها من العقائد في الانظمة والأحزاب المختلفة والمخالفة لبعضها البعض، وهذا ما تجلّى في إطلالة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي (السوري) في لبنان الصحافي المقرّب جدًا من حركة أمل و”الحزب” علي حجازي.

في المبدأ، بين “بعث” الأسد الآب والابن وبين تنظيم “الإخوان المسلمين”، التي تستقي منه كل من حركة حماس والجماعة الإسلامية في لبنان فكرها ومنهجها وسياستها، “ما صَنَعَ الحدّاد” من نزاع عقائدي وفكري، الى عداوات وصراعات ومواجهات ومجابهات عسكرية دموية.

المبدأ نفسه ينسحب على العلاقة بين “البعث” العلماني الوحدوي العروبي والحركات الإسلامية كافة والتي تنضوي تحت مسمّى الإسلام السياسي وأبرزها “الحزب” المؤمن والمقلد والملتزم بالولي الفقيه في إيران ونموذج دولة الإسلام فيها وتصديرها فكرًا وممارسة الى لبنان، فعلى الرغم من تأكيد رئيس فرع البعث السوري في لبنان على الالتصاق الوثيق بين النظامين السوري والإيراني وتابعه اللبناني الإسلامي، يقول الرئيس الأعلى لحزب حجازي وقائده ورمزه بشار الأسد في 3 تموز 2013: “إن ما يجري في مصر هو سقوط للإسلام السياسي”… ليرد في 4 تموز 2013، بعد يوم من هذا التصريح، وفي حلقة برنامج “كلام الناس” من المؤسسة اللبنانية للإرسال  النائب عن “الحزب”  نواف الموسوي على كلام الأسد، معتبراً “أن الإسلام السياسي تجربة غير ساقطة”، مستشهدًا بتجربة “الحزب” والجمهورية الاسلامية في إيران… وفي 24 شباط 2014، بعد أقل من سنة، كرّر الأسد موقفه ورأيه بسقوط “الإسلام السياسي” ولكن هذه المرّة في سوريا وليس في  مصر فقط… علمًا أن الحزب  النموذج في “الإسلام السياسي” حسب موقف نوّاف الموسوي  كان يقاتل الى جانب النظام السوري في سوريا.

لتأكيد لبنانية حزبه وهذا ما يفترض أن يكون مؤكدًا دون الحاجة الى إثبات الدليل مبدئيًا، استند علي حجازي على أن الحزب مسجّل رسميًا ولديه علم وخبر من الدولة اللبنانية وأن أعضاء حزبه هم من اللبنانيين.

في تأكيد لبنانية حزبه، نفى حجازي عن “الحزب” المقاوم الحليف غير المسجل وغير المدرج من ضمن الأحزاب والجمعيات ذات العلم والخبر لبنانيته. أما بدليل الجنسية اللبنانية لمنتسبيه، فينفيه ويسقطه تصريحه بلسانه، أن بشار الأسد هو رئيس حزب البعث “القومي” وما حزبه في لبنان الا “قطرًا” وفرعًا تحت صورة وقيادة الأسد. تمامًا كما يسقط نفس الدليل عن لبنانية “الحزب” والذي يجاهر أمينه العام أن قائده وقرار حربه وسلمه هو المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران و”أن أكله وشربه ورواتبه وسلاحه كله من الجمهورية الإسلامية في إيران”.

أما بالنسبة لشيطنته واتهاماته لرئيس حزب “القوات اللبنانية” بالفتنة والعنصرية والتحريض على الحرب الأهلية والإجرام، فقد انطلق رئيس الحزب العلماني اللا ـ طائفي من حيث انتهى رئيس الحزب الاسلامي الشيعي الاثني عشري، من افتراضات وهلوسات وتصريحات مفبركة ذهنية، لم تصدر لا عن رئيس القوات ولا عن أي مسؤول من هذا الحزب، لا بل على العكس فإن ما قام به جعجع شخصيًا هو تفادي ودرء أي انفعال أو ردة فعل. طبعًا وبالمقابل لم يستطع ممثل نظام بشار والناطق باسم الحزب الاسلامي في لبنان، أن يعطينا توصيفه لفعل سماحة ـ مملوك وتفجيري التقوى والسلام وتهديد “الحزب” لقاضٍ في العدلية وجميع الجرائم المسطّرة في السجل الذهبي لمن يمثلهما ويحارب بسيفهما.

أما وأن يتهم القوات دون دليل بما سبق ذكره، أو بما جرى في حادثة الطيونة عندما قام الحزب المدجج بالسلاح بمحاولة اجتياح عين الرمانة، فنحيل حجازي الى نفسه عندما رفض في 6 شباط 2022 اتهام اسرائيل بتفجير المرفأ قائلًا “بدّي دليل”.

بالنسبة لإصراره على انتخاب سليمان فرنجية ومدحه لجبران باسيل “إبنَي  فريقه السياسي”، نحيل حجازي أيضًا الى نفسه بقوله في 5 حزيران 2022 لـ”أن.بي.أن”: “فريقنا السياسي فشل في إدارة شؤون الطاقة كما فشل في إدارة البلد بأكمله”… هنا أيضًا نحيل القائل الى علي حجازي ليتحدّث عن البديل المناسب لفريقه السياسي في إدارة البلد، إذ يقول في 13 حزيران 2017: “وزراء القوات اللبنانية يتمتعون بالنزاهة ونظافة الكف والمثابرة”… كما يقول في 23 آب 2017: “اتصلت بأحد قياديي القوات اللبنانية لمعالجة موضوع متعلق بوزارة الصحة وخرجت بقناعة أنه لا بد من أن تحترم طريقة اهتمامهم ومعالجتهم السريعة. بالمقابل اتصلت في إحدى المرّات بقيادي في حزب حليف وطلبت منه موضوع معيّن، مرّ ما يقارب 6 شهور ولا زلنا ننتظر جوابًا، ولهذا تربح القوات”.

يبدو أن عقيدة حجازي البعثية القومية العربية ورمزها قائده ورئيسه بشار الأسد، قد أفرغت من مضمونها العربي القومي لصالح الإيراني وملحقاته في العراق ولبنان، إذ يقول بشار الأسد  في 25 تموز 2015: “الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه” ولن يحيي صراخ أمين البعث السوري الملتبسة عروبته ولبنانيته في مهرجان حزبه في الخيارة البقاع الغربي وفي “صار الوقت”، “العظامَ وهي رميم”.

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل