عادت الحرية

حجم الخط

سمير جعجع يعود الى الحرية ليتابع دوره الوطني، الذي لم يستقل منه مُعتقلاً، وثمناً له أمضى أحد عشر عامًا في السجن يسدِّد ضريبة الكرامة والبطولة والإلتزام بلبنان.

وهذه العودة تعني فعليًا إنتهاء الإحتلال السوري، وهيمنة “الشقيقة” على مقدّرات الوطن، واسترجاع السيادة والحرية. فسمير جعجع والقوات اللبنانية رمز المقاومة الأول لهذا الإحتلال، وقافلة شهدائنا يتقدمها بشير الجميل ولائحة أسرانا يتصدّرها سمير جعجع ومئات الرفاق المبعدين خيرُ دليل.

ومما لا شك فيه أن التوازن المفقود في تركيبة السياسة اللبنانية تتزامن عودته مع عودة سمير جعجع الى الحياة السياسية الطبيعية، إذ لا مصالحة وطنية حقيقية ولا سلام داخليًا يوحي بالثقة والإستمرارية إلا بحضور فاعل لقوات لبنانية طليقة. كما أن مشروع القوات السياسي سوف يكون أكثر حضورًا بحضور سمير جعجع، وتحديدًا في الظروف الدولية الراهنة حيث يُلحظ إحترام كبير لمفهوم التعددية في النظام العالمي الجديد، إضافة الى إحترام حقوق الأفراد والجماعات واعتماد الديمقراطية التوافقية لمزيد من التمثيل والحضور الفاعلين.

وعلى المستوى القواتي، لقد حان الوقت لعودة القوات مؤسسة ذات هيكلية وتنظيم يتابع سمير جعجع قيادتها نحو المستقبل. ولا بدّ مع رؤية القائد طليقاً من تحية الى الرفاق الذين ناضلوا طيلة أحد عشر عامًا تعذيبًا في السجون، وتهجيرًا في الوطن وخارجه، واستشهادًا في زمن لُطِّخ بدماء شبابنا ودُعي زمن سلام. وتحية الى رفيقة مشوار «الحكيم» الطويل وأهله ورفاق الحبر المناضل في مجلة «المسيرة».

وغدًا، لن يغيب عن بال التاريخ حدثان: دخول سمير جعجع الى السجن وخروجه منه، وما بين هذين الحدثين زمنٌ يمتحن نَفَس الثوار في المسافات الطويلة والحرية التي لم تترك سمير جعجع يدخل السجن وحيدًا، وآثرت أن تكون معه، هي اليوم يدها في يده عائدان الى الوطن والأهل والرفاق.

 

الدكتور جوزف جبيلي ـ عضو الهيئة التنفيذية ـ “المسيرة” ـ العدد 1030 ـ 18 تموز 2005

 إقرأ أيضًا

“المسيرة” ـ العدد 1754​

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل