أقساط المدارس الخاصة للعام الدراسي 2024 – 2025، نارية حارقة، تكوي جيوب اللبنانيين، بل تكوي القلوب التي تسكنها الغصّة قبل الجيوب، بظل الأزمة الاقتصادية المتمادية والتي ضاعفت تداعياتها الحرب التي زُجّ فيها لبنان وفُرضت على غالبية اللبنانيين فرضاً بقوة الأمر الواقع، المهيمن على قرار الدولة وسيادتها. للأسف، مشكلة أقساط المدارس يرجّح أن تقع هذا العام أيضاً، كما في كل الأعوام، على عاتق الأهل الذين لا حول ولا قوة لهم، لكن يبقى بصيص ضوء في ظل هذه العتمة على صلة مباشرة بالمدارس.
في هذا المجال، يشير مصدر أمني إلى أنه “لا يغيب عن قوى الأمن بأن المدارس تشكّل أرضاً خصبة للعصابات الإجرامية، خصوصاً لناحية ترويج المخدرات. ففي العقل المجرم لتلك العصابات أن فئة طلاب المدارس، خصوصاً في عمر المراهقة، هي فئة هشة يمكن إغراؤها والتلاعب بها وجرّها إلى عالم المخدرات بطريقة أسهل من الشباب الواعي، إذ يكون الطلاب في عمر المراهقة منفتحين على تجربة أي شيء إجمالاً انطلاقاً من حب الاكتشاف والثورة على المجتمع والمفاهيم والقيم والعادات، ونظراً لقلّة تجاربهم في الحياة في هذا العمر، يكونون عرضة للوقوع في شباك عصابات المخدرات بدرجة كبيرة وصيدهم أسهل”.
المصدر الأمني يؤكد لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أننا “واعون لخطر المخدرات المدمّر لشبابنا وطلابنا وللمجتمع بشكل عام، لكن عيوننا ساهرة، على الرغم من الإمكانيات المتواضعة المتاحة نظراً للظروف المعروف”، لافتاً إلى أن “ملاحقة عصابات المخدرات من أولوياتنا، وفي سلّم أولوياتنا لهذه الناحية تقع المدارس التي نبقيها تحت مراقبتنا ورصدنا وعيوننا الساهرة”، من دون أن يكشف بطبيعة الحال عن وسائل وخطط قوى الأمن للإيقاع بعصابات المخدرات وجعلها تدفع ثمن إجرامها وإبعاد خطرها عن المدارس.
لكن المصدر نفسه يضيف، بصيغة الواثق: “إذا كانت عصابات المخدرات تراهن على الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد والتي انعكست على جميع المواطنين ومن بينهم عناصر قوى الأمن، معتقدين أن الساحة ستخلو لهم للتوغل في إجرامهم واصطياد شبابنا خصوصاً طلاب المدارس، فأهلاً وسهلاً، نتمنى أن يبقوا على رهانهم هذا، لكننا نعد الأهل والطلاب بأننا نحضّر لهؤلاء المجرمين مفاجآت”، مشدداً مرة ثانية على أن “المدارس من أولى أولوياتنا على سلّم الأولويات، عيوننا ساهرة”.