في 5 كانون الثاني 2024 تم تعيين المحامي بول حرب منسقًا لمنطقة البترون في “القوات اللبنانية” لولاية مدتها سنتان بناءً على اقتراح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وفقًا للأصول المتبعة. وبوجود 22 مركزًا منتهية ولاية رؤسائها ولجانهم من أصل 25 مركزًا في المنطقة، إضافة الى خلو 12 بلدة من أي مركز فيها، تسلّم حرب مهامه الحزبية وأكب على مهامه الحزبية واضعًا خطة عمل تنظيمية تراعي خصوصية كل مركز وبلدة.
“لا يمكن شراء الهواء البتروني وبيعه عبر تقديم الخدمات”. بهذه العبارات يستهل بول حرب كلامه لـ”المسيرة”، موضحا أن “البترون لديها هوية سياسية يمينية بطريركية تتماشى مع هواء “القوات اللبنانية”، فإذا سبقنا التيار الوطني الحرّ في تقديم الخدمات في المنطقة عبر استغلال وتسخير الدولة ومؤسساتها بعيدًا من “خدماته” الشخصية، فنحن كـ”قوات” نساعد بفلس الأرملة من هو بحاجة من رفاقنا. بالإضافة الى العمل الذي يقوم به نائب المنطقة غياث يزبك، الذي أحدث فرقًا كبيرًا وترك أثرًا إيجابيًا على الجو العام لـ”القوات” هنا، من خلال تواصله الدائم مع الناس ووقوفه الى جانبهم وخدمتهم”.
تعاون وتعاضد
ويتابع حرب: “نحن اليوم أمام واقع مؤسسات متحللة في الدولة على جميع الأصعدة، لذلك نعمل بكل قوتنا من خلال التواصل مع جمعيات لتأمين الحد الأدنى من الخدمات الحياتية لمجتمعنا، منها مشروع إنارة طرقات البلدات والقرى، مع الإشارة الى العمل الجبار الذي يقوم به يزبك بهذا الخصوص من خلال موقعه كنائب وكرئيس لجنة في المجلس النيابي، حيث عمل على تقديم مشروع تأهيل طريق كفرحلدا – تنورين، وتأهيل وصيانة نفق شكا الذي تضرر بشكل كبير بسبب سد المسيلحه بحسب التقارير الفنية الصادرة بهذا الخصوص، وتمت الموافقة على تلزيمهما بعد متابعة حثيثة منه”.
على خطٍ موازٍ للإنماء، تعمل منسقية البترون على ترتيب وضع البيت القواتي الداخلي في المنطقة “وتعيين رؤساء للمراكز الحزبية المنتهية ولايتهم، وقد وضعنا خطة عمل تنظيمية وفق ما ينص عليه النظام الداخلي، وبدأنا التحرك وفق النقاط التي تضمنتها في المراكز الأساسية الكبيرة، آخذين في الاعتبار خصوصيات كل بلدة، وتم تشكيل لجنة خاصة بهذا الموضوع، ولغاية اليوم تم العمل على تأمين انتخاب رؤساء لمراكز عبرين، البترون، شكا، الدوق وكفرحلدا، وسيستكمل العمل لاحقًا في بلدات تنورين ودوما وكفور العربي وباقي البلدات. بالتوازي، يجري العمل على التحضير للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة، وقد وضعنا خطة عمل تلحظ تقسيم المنطقة الى محاور انتخابية، وتعيين رؤساء لهذه المحاور، لننتقل بعدها الى التلوين الانتخابي لها. والعمل يجري كخلية نحل كي نكون على جهوزية تامة.
وبكل شفافية أستطيع القول إن القطاع الاستشفائي هو من أولى أولوياتنا، كما أن طلبات المساعدة للقطاع التعليمي كبيرة ما يفوق قدرتنا على تلبيتها، ونسعى جاهدين لتقديم المساعدات ولو عبر مبالغ صغيرة الى الأهالي أو بمساعدة عينية، وهذا الأمر لا يتم عبر الإطار الحزبي وإنما على نفقة الرفاق الخاصة”.
لمنسقية البترون دورها الفعّال في موضوع الوجود السوري غير الشرعي في المنطقة، وكان له حيز كبير في عملها، تبعًا للخطة التي وضعتها القيادة الحزبية في هذا الموضوع والتي ارتكزت على تعاميم وزارة الداخلية، وتعاونت مع البلديات والقوى الأمنية في هذا الملف.
وفي هذا السياق، يوضح حرب أنه بعد استشهاد الرفيق باسكال سليمان، كان عدد النازحين السوريين في منطقه البترون يراوح بين 16 و18 ألف سوري غير شرعي. وبالتنسيق مع المحافظ والقوى الأمنية واتحاد البلديات والبلديات في قضاء البترون، تم تخفيض عدد السوريين في المنطقة الى 7 الآف سوري، ولكن للأسف عاد قسم منهم الى عدد من البلدات بسبب بعض التراخي الأمني.
الهيكلية والنشاطات
تضم الهيئة الإدارية لمنسقية البترون بالإضافة الى نائب المنسق وأمين الصندوق وأمين السر، 13 مكتبًا هي: مكتب الانتسابات، والتنمية، وتفعيل دور المرأة، والتربية، والانتخابات، والشباب والرياضة، والنشاطات، والمحامين، والمهندسين، والبروتوكول، والإعلام والتواصل، والجيش الإلكتروني، والشهداء والمصابين والاسرى. وتنظم هذه المكاتب العديد من النشاطات الحزبية في البلدات والقرى، وقد افتتحت النشاطات الصيفية بـ highking من كفرحلدا الى تنورين التحتا انتهى بغداء للمشاركين، كما نظمت دورة رياضية للفوتبول في بلدة آصيا، حيث فاقت المشاركة كل التوقعات سواء بالحضور أو بمشاركة الفرق التي بلغ عددها 18 فريقًا من بلدات المنطقة، بالإضافة الى تنظيم دورة البيتش بول في كفرعبيدا، وإقامة سهرة شبابية في بلدة إده، واختُتمت بـ highking في نيحا.
وحاليًا يجري التحضير ليوم شبابي سياسي خلال هذا الشهر يتضمن نشاطات صباحية، وسلسلة محاضرات حول تاريخ “القوات اللبنانية” ومنطقه البترون، ثم لقاء سياسي مع احد نواب كتلة الجمهورية القوية. يتخلل هذا النهار نشاطات ترفيهية، وهذا النشاط هو بمثابة تقليد سنوي بدأ مع المنسقيات السابقة وسنستمر به. وللنشاطات الخاصة بالشهداء التي تقوم بها المراكز في البلدات مكانها على روزنامتنا، حيث تم وضع نصب تذكاري لشهداء بلدة الدوق، وآخر لشهداء بلدة اده، وشاركنا بالاحتفال السنوي لشهداء شكا، وقداس لشهداء بلده كفرعبيدة.
بين الحزبي والروحي
بعيدًا عن العمل الحزبي، حرص منسق البترون على تجديد أيقونة كنيسة سيدة الانتقال في تنورين على نفقته الخاصة، لأنها لم تكن على مستوى فني جيد، وبحاجة لصيانة بسبب قدمها وتعرضها للتلف. يشرح حرب أن الفكرة بدأت بترميمها، ولهذا السبب تواصل مع رسّام روسي من أصل أرمني يدعى مارات ماركاريان. وبعد دراسة الأخطاء الفنية فيها، اتُخذ القرار برسم لوحة جديدة تراعي مستوى فنيًا عاليًا، واستمر العمل بها لمدة أربعة أشهر بكلفة 21,200 دولار أميركي ساهمت الرعية منها بمبلغ 6 آلاف دولار أميركي. وقد انتهى العمل بتحقيق أيقونة مكتملة الأبعاد الدينية والفنية والروحية.
كتبت غرازييلا فخري في “المسيبرة” ـ العدد 1758
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]