نعمه في ندوة “القوات” – البترون: لن تستوي أمور هذا الشرق ما لم تنتصر ثورة شعوبه

حجم الخط

نظم حزب “القوات اللبنانية” في منطقة البترون وبالتعاون مع الأمانة العامة لقوى 14 آذار ندوةً سياسية بعنوان “زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال” في منتجع سان ستيفانو في مدينة البترون شارك فيها وزير العدل اللواء أشرف ريفي والنائب السابق الدكتور فارس سعيد وعضو كتلة “القوات اللبنانية النائب” أنطوان زهرا وأدارها الصحافي كمال ريشا في حضور راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المطران بولس اميل سعاده، عدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب  مجد حرب، الدكتور جان عوده ممثلا النائب فادي كرم، المحامي باز جرجس ممثلا النائب سامر سعاده، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلي احزاب وتيارات قوى الرابع عشر من آذار، فاعليات بترونية وشمالية، ومسؤولي القطاعات في القوات اللبنانية، رؤساء اندية وجمعيات ومؤسسات وحشد من المدعوين.

بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة ترحيب لمنسق القوات اللبنانية في قضاء البترون الدكتور شفيق نعمة الذي أشار الى “أن التحولات التي نأمل أن تعود على منطقتنا وبلدنا بالخير لا بالويل . والتي لا يطمئننا الى مآلها إلا أن الأمور كانت وصلت قبلها الى قاع سحيق ، لذا لا يمكن للآتي من الأيام إلا أن يكون أفضل .”

وأضاف: “رفاقي في “القوات اللبنانية” يقولونها وقلوبهم عامرة بإيمان وثقة المقاومين المجربين: لن تستوي أمور هذا الشرق ما لم تنتصر ثورة شعوبه المقهورة في سعيها وراء حقها بالحياة والحرية . والقوات اللبنانية أدرى الناس بصعوبة مقاومة الظلم والقهر والإستبداد عندما يدير العالم البليد ظهره ويصم أذنيه ويتبرأ من إنسانيته ومسؤولياته .”

ولفت الى أن “تاريخ صمود “القوات” وثباتها في وجه الطاغوت يعلمنا أنها لا تكون ثورة ولا يقع تغيير في يوم وليلة ولا دون تضحيات ودم ودموع ، لقد قبع رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع 4114 يوماً في غياهب معتقلات الظلم والمخابرات والعمالة ، وصبر دون أن يتزحزح ، ثم خرج مكللاً بغار الإستقلال والحرية والوحدة الوطنية ، وها هو اليوم المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية اللبنانية . ولكن دعونا نأمل ألا تستدعي الثورات العربية عقوداً من العذاب والتضحية لتؤتي ثمارها .”

وتابع قائلا : “صحيح أنها ثورات على موروث الرجل المريض، وعلى إعتباطية المشرط الكولونيالي للخواجة سايكس والخواجة بيكو، وعلى نطفة زرعها اللورد بلفور، في غفلة التاريخ. فأثبتت تلك النطفة، إثبتت علقة أنظمة الإستبداد البعثي القومي وأذنابه القبلية، وصحيح خصوصاً أنها ثورة على الردة. نعم على الردة: فالردة لا تكون في الدين فحسب بل هي أشد مضاضة على أمة عندما تقع في العقل والرشد وحرية المعتقد والتمدن والتطور والعلم وبناء الدولة العصرية وتحصين الفرد وتمكين المرأة وحماية الطفل وحماية حقوق الإنسان ، وخاصةً ، بالنسبة لنا نحن اللبنانيين، عندما تمس قدس الأقداس، عنيت الحرية”.

بعدها قدم للندوة وادارها الصحافي كمال ريشا وقال: “إذا قدر لنا أن نحدد بداية زمن التحولات الكبرى فبالإمكان إرجاعه الى تفشي ظاهرة العولمة التي أدت الى سقوط منظومة الدول التي كانت تسمي نفسها إشتراكية ، ما أدى الى تفكك هذه المنظومة أولاً ، وإنتهاء حقبة ما سمي بـ”الحرب الباردة” ، بإنسحاب طرف واحد من هذه الحرب، ما أوجد حالة فراغ. ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ ، إنفجرت القوميات في أوروبا الشرقية ، وبدأ، تهاوي الأنظمة الديكتاتورية الإشتراكية ، وكان لا بد أن تنتقل تلك التداعيات الى منطقتنا ، عاجلاً أو آجلاً . ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ أيضاً كان لا بد من عدو بدأ وهمياً ، وتحول مع الوقت كابوساً يقض مضاجع الجميع في مشارق العالم ومغاربه ، فبعد أن كان العدو شيوعياً ملحداً ، أصبح مغالياً في الإيمان الى درجة تكفير الآخر المختلف ، فتمت رعاية تنظيم القاعدة ، لمحاربة الأعداء الشيوعيين، قبل أن يستنسل تنظيمات على شاكلته ليس آخرها ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، وإصطلاحاً داعش وما بينها من فروع”.

وتابع قائلا: “بدأ زمن التحولات ، وإستتبع زمن المواجهات التي أصبحت من طبيعة مختلفة ، بين إرهاب وإعتدال، حيث تنتشر في عالمنا اليوم الفوضى غير الخلاقة ، الفوضى الهدامة ، التي تعمل على تغيير أنظمة القيم الأخلاقية والإجتماعية والسياسية”.

وأضاف قائلا: ” قدرنا في لبنان، أن نعيش زمن التحولات الكبرى، بما نتختزن من إرث حضاري وثقافي وإجتماعي في العيش المشترك، في مواجهة الإرهاب المتمثل بالتكفيريين الجدد ، من دون أن إغفال الأقدمين في حزب الله ومنظوماته المتعددة . إنه غنى التجربة اللبنانية التي يجب اليوم العمل على صيانتها وتعزيز حضورها في لبنان لتون نموذجاً يقتدى به في العالم العربي وحتى في أوروبا الحالية . فكما كانت كوكبة اللبنانيين سباقة في إطلاق “مشروع النهضة العربية” ، إننا كلبنانيين مدعوون اليوم ، الى وعي أهمية تجربتنا وإطلاق ثقافة العيش المشترك في محيطنا ، بعد أن إختبرناها لزمن طويل ، ويحق لنا بفخر أن نعطي الدروس للعرب وللأوروبيين أيضاً في كيفية صوغ منظومة القيم المشتركة التي تنظم علاقات الأفراد في ما بينهم ومع جهاز الدولة .”

وختم قائلا : “المنتدون معنا هم فرسان إعتدال ، كل على طريقته وفي مجال عمله ، إلا أن جهودهم تصب بلا شك في ترسيخ تجربة لبنان الرسالة .”

والقى وزير العدل اشرف ريفي كلمة اكد فيها ان المسلمين لهم الدور الاكبر في محاربة الارهاب.

من جهته، دعى منسق الامانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس، في كلمته، سعيد للسعي لاقامة دولة وطنية مدنية بنظامٍ مرن يحفظ ضمانات الطوائف.

واشار عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا الى ان أحلام الديكتاتورية إنتهت والحل لسوريا هو نموذج لبنان.

بالصور: ندوة سياسية لـ”القوات” – البترون (تصوير الدو ايوب)

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل