رصد فريق موقع “القوات”
يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعيش أسوأ أيام حياته السياسية، إذ بعدما تلقى الضربة الأولى بعدم ترشيحه من قبل حزب الله إلى رئاسة الجمهورية وتفضيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عليه من قبل محور الممانعة، تلوح اليوم في أفق التيار ما يشبه بالضربة الثانية أراد حزب الله توجيهها إلى باسيل من داخل تكتله، وبدا باسيل فاقد السيطرة على دفة إدارة تكتل لبنان القوي.
وفي السياق، عمد باسيل، الى تطويق ما سمّته أوساط نيابية “محاولة اختراق” سعى اليها “حزب الله” في صفوف “التيار”، تجلّت بالموقف الذي أطلقه عضو كتلة “التيار” النائب آلان عون ضد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، على الرغم من ان مكونات المعارضة قبلت بهذا الترشيح على أساس انه تسوية كان باسيل سباقاً الى تبنّيها.
وتبيّن بحسب هذه الأوساط، ان حزب الله كان وراء موقف آلان عون، ما أربك باسيل ودفعه الى التحرّك في اتجاه بكركي بإيفاد النائب جورج عطالله، وبتكليف النائبة ندى البستاني كي تنضم الى نواب المعارضة في باريس خلال المحادثات مع صندوق النقد الدولي، وذلك لبعث رسالة غير مباشرة لـ”الحزب” مفادها ان “التيار” لا يزال ينسّق مع المعارضة في الاستحقاق الرئاسي، وفقاً لـ”نداء الوطن”.
وفي الغضون، يسأل الفريق النيابي بداخل تكتل لبنان القوي المعترض على أداء رئيس التيار الوطني الحر، في مقاربته للاستحقاق الرئاسي، هل أنه يعترض على ما قاله النائب عون بأنه لا يمشي في مرشح للرئاسة يشكّل تحدياً للثنائي الشيعي، خصوصاً أنه سبق له أن أعلن أنه يؤيد المرشح الذي لا ينتمي إلى محور الممانعة أو المعارضة ويقف بينهما في منتصف الطريق؟
ويسأل أيضاً، هل لدى باسيل الاستعداد للاتفاق مع حزب القوات اللبنانية على مرشح يشكل تحدياً للثنائي الشيعي؟. ويقول، “ما المصلحة من الوقوف إلى جانب فريق دون الآخر، وأن ترشيحنا للنائب في التكتل إبراهيم كنعان يعبّر عن رغبتنا في الوقوف على الحياد وعدم إقحام أنفسنا في اشتباك سياسي مع الآخرين؟”.
ويلفت هذا الفريق لـ”الشرق الأوسط”، إلى أن باسيل لا يمشي مع ما اقترحه النائب عون لكنه لن يعترض، برغم أنه كان أوحى بأنه يسير في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ووعد بالتشاور مع «حزب الله» حول اسمه قبل أن يقول كلمة نعم نهائية للسير فيه.
ويؤكد أن الخروج من التأزّم الذي يحاصر الاستحقاق الرئاسي لن يكون إلا بالاتفاق على مرشح مستقل يحظى بتأييد غالبية الكتل النيابية في البرلمان.
ويتحدى باسيل بأن يعترض في العلن على مقاربة النائب عون للاستحقاق الرئاسي. ويقول: إذا فعلها باسيل سيكون لكل حادث حديث. ويعترف بأن المعادلة التي طرحها النائب عون قد تكون مستحيلة لكنها منطقية، لأن لا مصلحة لنا في هدم الجسور مع أي طرف.
ويرى أن لا جدوى للمقاربة التي قدمها النائب عون للاستحقاق لو أنها جاءت استباقاً للمحاورات الجارية للاصطفاف حول ترشيح أزعور.
وفي سياق متصل، كشف مصدر نيابي لـ”نداء الوطن” عن ان “حزب الله انتقل في عملية تأمين النصف زائداً واحداً لمرشحه سليمان فرنجية الى مرحلة تكثيف اللقاءات الفردية مع النواب المسيحيين، في محاولة لتأمين كتلة مسيحية تقترع لصالح فرنجية عند الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس جمهورية”.
وأوضح المصدر ان “دعوات توجه الى نواب مسيحيين من النواب “المستقلين” و”التغييريين” ومن تكتل “لبنان القوي”، بحيث يتم الاجتماع بكل نائب على حدة، وتُشرح له ايجابيات اقتراعه لفرنجية مع وعود بدعمه مالياً وانمائياً وانتخابياً في العام 2026 حيث لـ”حزب الله” حضور.
وأشار المصدر الى ان “الحزب يعمد الى محاولة سحب البساط التعطيلي من تحت جبران باسيل عبر اقناع عدد من النواب بالانضمام الى جبهة انتخاب فرنجية، تمهيداً لوضعه امام الامر الواقع، الا ان المحاولات التي جرت مع النواب الذين تمّ اللقاء بهم حتى الآن لم تحرز نتائج ذات معنى”.
اقرأ أيضاً عبر موقع “القوات”:
خاص ـ قضية سلامة ـ تابع… “عينكم على البنوك المراسلة في أميركا”
خاص ـ لا قرار رسمياً… فتح الأسواق السعودية أمام المنتجات اللبنانية بعد انتخاب الرئيس