رصد فريق موقع “القوات”
في ظل انتظار إقرار الموازنة واتّجاه الأنظار نحو تشكيل الحكومة، فاجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع بدعوته إلى انعقاد جلسة المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك ضمن المهلة الدستورية، قبل نهاية العهد.
وعلى طريقة تسديد طابة “البليارد” التي تصيب طابات عدة قبل سقوطها في هدفها فاجأ بري الكتل النيابية والقوى السياسية والمراجع المعنية جميعاً بدعوة سريعة خاطفة من زاوية الواقع المتثاقل للاستحقاق الرئاسي الى الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل غداً الخميس.
وأكدت مصادر نيابية متقاطعة لـ”نداء الوطن” تداعي جميع الكتل البرلمانية اليوم إلى اجتماعات طارئة لتحديد الموقف من جلسة الغد سواءً بالحضور أو المقاطعة”، مشيرةً إلى أنّ “الجو النيابي العام يميل إلى عدم اتخاذ أي تكتل أو كتلة من القوى الرئيسية قراراً بمقاطعة الجلسة لينحصر النقاش بين مشاركة رمزية لا تؤمن النصاب أو مشاركة كاملة لتأمينه، في ما عدا كتلة التحرير والتنمية التي ستلتزم بطبيعة الحال دعوة رئيسها وستحضر بكامل أعضائها إلى ساحة النجمة”.
حكومياً، بدا من الاتصالات أمس الثلاثاء أن التأليف عاد الى دائرة التعثر. وفي هذا السياق كشف مرجع كبير لـ”الجمهورية” عن أن “ملف تأليف الحكومة عاد الى المربّع الأول”، وقال إنه “بعدما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبَيل سفره قد اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على إعلان الحكومة فور عودته، إذ به يفاجأ بعد عودته بأنّ الوضع يتغير، وان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تدخل لدى رئيس الجمهورية طارحاً تغيير وزرائه جميعاً في الحكومة وتعيين وزراء سياسيين بدلاً منهم أو توسيع الحكومة بتعيين 6 وزراء دولة من السياسيين لتصبح حكومة من 30 وزيراً، الأمر الذي رفضه ميقاتي، وأبلغ الى المعنيين انه بات غير مستعجل على تأليف الحكومة طالما أن الأمور وصلت الى هذا المستوى من الطروحات والنقاش”.
وعلمت “الشرق الأوسط” أن “المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم انطلق في وساطته بمباركة من ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه فوجئ بأن للأخير رزمة من الشروط ما اضطره أثناء وجوده في بعبدا للقاء عون للاتصال بباسيل والاجتماع به لاحقاً لتذليل العقبات التي تؤخر تعويمها، وهذا ما أدى إلى مبادرة حزب الله لإقناع باسيل بسحب شروطه التي لا يوافق عليها ميقاتي لأنها لم تكن مُدرجة على جدول اجتماعه الأخير بعون”.
وكشفت أوساط لـ”نداء الوطن” عن أنّه “بعد دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط المحاولات المتجددة لتدوير الزوايا بين قصر بعبدا والسراي الكبير، أرسل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لائحة بشروطه في ظرف مختوم إلى الرئيس المكلف باعتبارها مطالب رئيس الجمهورية حيال التشكيلة الحكومية”، لافتةً إلى أنها تشمل “طلب إجراء تعيينات في الفئة الأولى تبدأ في حاكمية مصرف لبنان ولا تنتهي عند عمداء الجامعة اللبنانية، مع إعادة فتح الباب أمام إجراء تعيينات أمنية ليس أوانها، بشكل يسعى من خلاله باسيل إلى تحديد جدول أعمال الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد حيازتها الثقة النيابية لأنه يريد ضمان إقرار سلة التعيينات الإدارية التي يريدها سريعاً قبل انتهاء الولاية الرئاسية”.
وفي وقت سُجّلت اتصالات بين رئيس البرلمان نبيه بري وميقاتي عرضت للعقبات الجديدة حكومياً، تكشف مصادر موقع “القوات” عن أن الرجلين اتفقا على أن احتمالات تقديم هذه الهدية الثمينة للعونيين وهم في نهاية عهدهم، هي “صفر”، وبالتالي فإن التعويل هو على حزب الله الذي سينقل هذه الرسالة الى حليفه، ويُقنعه بأنه لا بد من التراجع عن هذه المطالب لأنه لن يحصل عليها أوّلاً، ولأن القرار بتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات، “مُبرَم” ونهائي، ولا مجال للتراجع عنه، ثانياً. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط”: خاص ـ “السيد” مُحمَّلاً برسالة إلى باسيل… لا هدية والقرار مُبْرم
وردّ ميقاتي على شروط باسيل “كان مختصراً وحازماً ومفاده أنه لن يؤلف حكومة بشروط أحد، ونصوص الدستور واضحة وضوح الشمس لا تحتمل التفسير ولا التأويل في ما يتصل بصلاحيات التأليف.
أمّا عن ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أخفق مجلس القضاء الأعلى مجدداً في تعيين محقق عدلي رديف في ملف انفجار مرفأ بيروت، وعزز الاجتماع الذي عقده أمس في مقره حالة الانقسام بين الأعضاء، بسبب الخلاف الحاد على اسم القاضية سمرندا نصار التي اقترحها وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري لهذه المهمة. وعلمت “الشرق الأوسط”، من مصادر مقربة من مجلس القضاء، أن “الاجتماع الذي التأم على مدى ساعتين، بقي في سياق التشاور، وأن رئيس المجلس سهيل عبود لم يفتتح الجلسة رسمياً ولم يطرح الموضوع على البحث طالما أن المواقف لم تتغير”.
وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ “الجواب المنتظر من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في شأن مصير الاقتراحات اللبنانية والإسرائيلية الأخيرة، التي تبودلت في أروقة الأمم المتحدة وما بين بيروت وواشنطن ومنها الى تل أبيب، سيصل الى بيروت في الساعات المقبلة”.
وقال أحد الناشطين على خط الاتصالات إنّ “أوراق هوكشتاين، وإن لم تصل بين اليوم الأربعاء أو غداً الخميس، فإنّ بعد غد الجمعة هو الموعد الأخير الذي وعد به الوسيط الأميركي لتكون النسخة الأخيرة المنقحة بين أيدي اللبناني”.
اقرأ أيضاً عبر موقع “القوات”:
خاص بالأرقام ـ 7 إخفاقات في موازنة 2022… هل يردّها عون؟
خاص ـ مخطط تدميري يهدد لبنان