عيد الفصح هو عيد مشترك بين اليهود والمسيحيين مع اختلاف الرمزية والدلالة والمواعيد بينهما. إذ يرمز عند اليهود لخروجهم من مصر، من مرحلة العبودية الأرضية إلى مرحلة الامتلاك (أرض الميعاد)، أما في المسيحية، فيرمز الفصح إلى موت يسوع المسيح عن البشرية، إنه حمل الله الذي حمل خطايانا على الصليب ودفع ثمنها ومنحنا بره لأنه مكتوب، “لأنَّهُ جَعَلَ الّذي لم يَعرِفْ خَطيَّةً، خَطيَّةً لأجلِنا، لنَصيرَ نَحنُ برَّ اللهِ فيهِ. (2 كو 5: 21).
يركّز الإنجليون على معاني القيامة، فيعتبرون أنه يجب على المؤمن أن يسلك ويحيا بمعانيها وأبعادها يوميًا وليس في وقت معين من السنة، فمع المسيح متنا لنحيا، فيما بعد يوميًا له ولمجده. لا يركز الإنجيليون على الاحتفالات والمهرجانات كما تفعل بعض الكنائس.
عندما يحين فصل الصوم الذي يسبق الفصح عند بعض الكنائس (الكاثوليك والارثوذكس…)، تتوجه الأنظار إلى الكنائس الإنجيلية بسؤال هل يصوم الإنجيليون؟ وهو سؤال قد لا يلاقي إجابة واضحة وصحيحة من قبل العديد.
يخبرنا الكتاب المقدس أن أولاد الله المؤمنين هدفوا من الصوم والصلاة إلى تحقيق عدد من الأهداف الروحية أهمها: النمو في علاقتهم مع الله، التعبير عن نوبتهم وتواضعهم أمامه والتوسل إليه لمنحهم غفرانه ورحمته بعد فترة من التمرد، طلب إرشاده وتوجيهاته لحياتهم وحياة أولادهم، طلب نعمة وقوة أكبر لإنجاز المهمات الصعبة لنأخذ بعض الأمثلة من حياة رجالات الله في العهدين القديم والجديد لنرى الفائدة الروحية التي حققها الصوم والصلاة في حياتهم: (لاويين 16: 29 – 30 – يونان 3: 5 – عزرا 8: 21 – متى 17: 19 – 21 – اع 13 2 – اع 14: 23)
وعن دوافع الصوم قبل الاحتفال بالفصح، يعلن إقرار الإيمان: “كل” صوم يجب أن ينبثق عن روح حرة مريدة، وعن تواضع أصيل، وليس عن تصنع من أجل كسب ثناء البشر أو منحهم وبالتأكيد، ليس من أجل أن يستحق الإنسان البر بسببه، فليصوم كل إنسان لهذه الغاية بأن يحرم جسده من وقوده لكي يخدم الله بغيرة أكبر”. وعن تحديد أيام معينة للصوم كالصوم الكبير (الذي هو فترة الأربعين يومًا التي تسبق عيد القيامة)، فيذكر إقرار الإيمان من الصوم الكبير مشهود له عند الأقدمين، إلا أن لا أثر له في كتابات الرسل، لذلك لا يجوز ولا يمكن أن يفرض على المؤمنين”.
أما الصوم السري فيمكن لأي من المؤمنين ممارسته كلما شعر أنه بعيد عن الروح”.
لماذا تعتمد الكنيسة البروتستانتية التقويم الغربي؟
لأنها غربية المنشأ، فهي منبثقة من الغرب وبقيت على هذا المبدأ، ولا يوجد أي تفصيل لكيفية ممارسة الفصح غير ما علمه الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها قائلاً “اصنعوا هذا لذكري”.
فكل كنيسة انجيلية لها أسلوبها لصنع الفصح أو الافخارستية، على سبيل المثال كل يوم أحد أو كل أول أحد من الشهر أو مرة في السنة… الخ.