حدث خلاف حول تحديد موعد عيد القيامة، ما قبل القرن الرابع، الى أن جاء مجمع نقية سنة 325 م. والذي حضره 318 أسقفًا ليحسم الخلاف حول تحديد موعد العيد. يذكر تاريخ الكنيسة القبطية أن من حدد تاريخ الاحتفال بعيد القيامة هو البابا ديمتريوس الكرام، الذي وضع حسابًا فلكيًا وهو مزيج من التقويم الشمسي والتقويم القمري، الذي بدوره حدد بدقة موعد عيد القيامة، وعند انعقاد مجمع نقية، أقر المجمع الاعتماد على التقويم الذي وضعه البابا ديمتريوس بابا الإسكندرية، وهو التقويم الذي تتبعه الكنائس الشرقية، فقرر المجمع:
أولًا: يعيد عيد الفصح دائمًا يوم أحد.
ثانيًا: أن يكون عيد القيامة في الأحد التالي لعيد فصح اليهود.
ثالثًا: أن يعين بابا الإسكندرية يوم الفصح وأن يعلن ذلك لكل الكنائس.
ولا تزال الكنيسة القبطية تتبع هذا التقويم في تحديد عيد القيامة، حتى يومنا هذا.
تتعدد الأصوام في الكنيسة القبطية، وهي على الشكل التالي:
صوم الميلاد ـ صوم أهل نينوى ـ الصوم الكبير ـ صوم الرسل ـ صوم السيدة العذراء ـ وصوم الأربعاء والجمعة.
وتعتبر الأصوام في الكنيسة القبطية جميعها فترة انقطاع عن الطعام، ثم تناول أطعمة نباتية، ولا يُسمح بتناول مشتقات الألبان أو أي أنواع من اللحوم أو الأسماك، إلا أن هناك بعض الأصوام التي يسمح فيها بتناول الأسماك.
الصوم الكبير وهو الصوم الذي يسبق عيد القيامة المجيدة، مدته 55 يومًا وهو من أهم الأصوام في الكنيسة. من طقوس هذه الفترة، الصوم الانقطاعي عن الطعام لفترات متأخرة من اليوم، يلي ذلك القداس الإلهي.
يسمى كل أسبوع من أسابيع الصوم باسم وتتمحور كل قراءات الأسبوع على هذا النحو:
فالأسبوع الأول يسمى الاستعداد، والثاني التجربة، والثالث الابن الضال، والرابع السامرية، والخامس المخلع، والسادس المولود أعمى، والسابع أسبوع الآلام.
كما يتمتع هذا الصوم بألحان خاصة به.
أسبوع الآلام، هو أسبوع فريد من نوعه إذ يحمل بداخله رحلة آلام مخلصنا الصالح، وهو مليء بألحان الكنيسة الطويلة والتي ترجع جذور البعض منها الى الألحان الفرعونية القديمة.
ثاني يوم عيد القيامة يسمى عيد شم النسيم، وهو عيد الربيع عند قدماء المصريين. تم تغيير موعد الاحتفال بعيد الربيع ليكون ثاني يوم عيد القيامة، وفيه يأكل الأقباط نوعًا من السمك المملح، ولأن الملح يوضع للسمك لحفظه من الفساد، فهو رمز للمسيح الذي لم يرَ جسده فسادًا.
كما اعتاد المسيحيون في هذا اليوم على تناول البيض الملوّن والبيض يرمز الى خلق الحياة من الجماد والى خروج الكتكوت من البيضة.